ثياب كريم ما يصون حسانها – المتنبي

ثيَابُ كَرِيمٍ ما يَصُونُ حِسَانَهَا … إذا نُشِرَتْ كانَ الهِباتُ صِوَانَهَا

تُرِينَا صَنَاعُ الرّومِ فيهَا مُلُوكَهَا … وَتَجْلُو عَلَيْنَا نَفْسَها وَقِيانَهَا

وَلم يَكفِهَا تَصْوِيرُها الخَيْلَ وَحدَها … فَصَوّرَتِ الأشْيَاءَ إلاّ زَمانَهَا

وَمَا ادّخَرَتْهَا قُدْرَةً في مُصَوِّرٍ … سِوَى أنّهَا مَا أنْطَقَتْ حَيَوَانَهَا

وَسَمْرَاءُ يَسْتَغْوي الفَوَارِسَ قدُّها … وَيُذْكِرُهَا كَرّاتِهَا وَطِعَانَهَا

رُدَيْنِيّةٌ تَمّتْ وَكادَ نَبَاتُهَا … يُرَكِّبُ فِيهَا زُجَّهَا وَسِنَانَهَا

وَأُمُّ عَتِيقٍ خالُهُ دُونَ عَمّهِ … رَأى خَلْقَهَا مَنْ أعْجَبَتْهُ فعانَهَا

إذا سَايَرَتْهُ بَايَنَتْهُ وَبَانَهَا … وَشانَتْهُ في عَينِ البَصِيرِ وَزانَهَا

فأينَ التي لا تأمَنُ الخَيلُ شَرَّهَا … وَشَرّيَ لا تُعطي سِوايَ أمَانَهَا

وَأينَ التي لا تَرْجعُ الرّمْحَ خائِباً … إذا خَفَضَتْ يُسرَى يَدَيّ عِنانَهَا

وَمَا لي ثَنَاءٌ لا أرَاكَ مَكَانَهُ … فهَلْ لكَ نُعْمَى لا تَراني مكانَهَا