تداركه قبل البين فاليوم عهدُهُ – الشاب الظريف
تداركه قبل البين فاليوم عهدُهُ … وجُدْ مَعَهُ بالدَّمْعِ فالدَّمعُ جُهدُهُ
له كلَّ يومٍ في الوداع مواقفٌ … يذوبُ لَهَا رخْوُ الجمادِ وصلدُهُ
خليلي من بان المصلى ورنده … سُقي بالحيا بانُ المُصَلَّى وَرَنْدُهُ
علام رَمَتْ قلبي هُناك ظِباؤهُ … وقد كُنْتُ قدماَ تتّقيني أُسدُهُ
بُلِيتُ بحظٍّ كُلَّما رُمْتُ مَقْصِداً … يساق من جانب الدَّهر ضدُّهُ
أَجِيرَانَنا إنَّا وإنْ بَرَّح الهَوَى … وعزَّ علينا بعدُ من طال بعدُهُ
لنأسو جراحاتِ الهوى بتعلُّلٍ … يُشَارُ بِأَطْرَافِ الأَمَانِي شُهْدُهُ
يَلذّ بِكُمْ سَهْلُ الغَرَامِ وَصَعْبُهُ … وَيَحْلو بِكُمْ هَزْلُ العِتَابِ وَجِدُّهُ
تعالوا تعيدُ الوصلَ نحنُ وأنتمُ … فلا رأي مِنَّا عِنْدَ من دامَ صَدُّهُ
ولا تفتحُوا للعتب بابً فرُبَّما … يعزُّعليكم بعد ذلك سَدُّهُ
وَمُنْتَقِمٍ منِّي وَذَنْبِي عِنْدَهُ … مَقَالِي: وهَذا الحُرُّ قلبيَ عَبْدُهُ
ولو كان لي عقلٌ كتمت فإنَّمَا … بِلُبِّ الفَتَى يُدْرَى وَيُدْرَكُ رُشْدُهُ
سَكِرْتُ بِأَقْدَاحٍ وَعَيْناهُ خَمْرُها … وهمتُ ببستانٍ وخدَّاهُ وَرْدُهُ
رَعَى الله لَيْلاً زَارني فيهِ والدُّجَى … يكتِّمه لولا تضوُّعُ ندُّهُ
وَقَدْ نَظَمْتُ صَدْرِي عِناقاً وَصَدْرَهُ … عُقُودَ الرِّضَا حَتَّى تَنَاثَر عِقْدُهُ
فَقَابَلْتُ وَجْهاً مُجْتَلَى العَيْنِ بَدْرُهُ … وَقَبَّلْتُ ثَغْراً مُشْتَهَى النَّفْسِ بَرْدُهُ
ترقرق درُّ الدَّمعِ من متنِ لحظهِ … فَحَقَّقتُ أَنّ السَّيْفَ فيهِ فَرْندُهُ
فَما بَالُهُ مِنْ بَعْدِ عُرْفٍ تنكَّرتْ … خَلاَئِقُهُ حَتَّى تَغَيَّرَ عَهدُهُ
كَذَاكَ رأَيْتُ الدَّهْرَ إنْ يَصْفُ مَنْهلاً … تَكَدَّرَ مِنْ حَوْضِ الحَوَادِثِ وِرْدهُ
أَقولُ لقلبي والغرام يقوده … وسيف التجنّي والتمنّي يقدُّه
لك الله دع قول الأماني وخلّهِ … فَمَا كُلُّ مَقْدُوحٍ يُرَى لَكَ زِنْدُه
إذا لم تدم للرُّوحِ والجسمِ صُحْبة … فأيُّ حبيبٍ دائمٌ لك وُدُّهُ
سأسري وجنحُ اللَّيلِ يسطو ظلامُهُ … وأَسْعَى وَقَلْبُ الشَّمْسِ يَلْفَحُ وَقْدُه
أَعنِّي على نَيْلِ العُلَى إنَّني بِهَا … أخو كَلَفٍ لا شيء عنها يصُدُّه
أَرُومُ بِعَزْمِي فَوْقَ ما دُونَ نَيْلِهِ … لِوَاءُ المَنَايَا خَافِقُ الظِّلِّ بَنْدُهُ
وما شرفي إلا بنفسي وإن يكن … لقومي فخارٌ طاول النَّجم مجدُهُ
وَلَوْ كَانَ تَحْصِيلُ الفَخَارِ بِنِسْبَة ٍ … تساوى إذاً حَدُّ الحُسام وغمدُهُ
ولا ذنب لي إلاَّ الكمال على الصِّبا … فَمَنْ لِي بِعَيْبٍ أَوْ بِشَيْبٍ يردُّه