تبدي السلو وأنت مرتهن – ابن معصوم المدني

تبدي السلو وأنت مرتهن … وخفيُّ سرِّك في الهوى علنُ

هذي شهود الحب ناطقة ٌ … لا الروح تكذبها ولا البدن

إن رمت تكتم ما تكابده … بعدَ النَّوى فلرأيكَ الغَبَنُ

ما زال يُجهدُك الغرامُ أسى ً … حتَّى جَفا أجفانَكَ الوسنُ

في كلِّ حين للفؤادِ شجى ً … يوهي العزاء وللهوى شجن

أنى لقلبك أن يقال صحا … وثنى جمُوحَ ضلالهِ الرَّسَن

قد كان أولاكَ النصوحُ هُدى ً … لو أنَّه في النُّصح مؤتَمَنُ

لكن تَعامى عن نصيحتِه … منك الفؤاد وصمت الأذن

وغدوتَ تخطرُ في بُلهنِيَة ٍ … من صفوِ عيشكَ والهوى فِتَنُ

يُصيبكَ كلُّ مهفهفٍ نَضِرٍ … من قده يتعلم الغصن

فتن القلوب بحسن طلعته … فكأنَّه في حُسنه وثنُ

وأراكَ من باهي محاسِنِه … مِنحَاً ولكن دونَها مِحَنُ

أمَّا الغرامُ فقد مُنيتَ به … فعلام يرهن عزمك الوهن

قد طال مُكثُكَ حيث لا وطرٌ … يصفو به عيشٌ ولا وطن

وأضر قلبك طول مغتربٍ … لا مسكنٌ يَدنو ولا سكنُ

فالامَ ترضى ـ لا رضيتَ ـ بأن … يُنمى إليك العجزُ والجُبُنُ

أحَلا لنفسِكَ أن يُقالَ لها … هذا عليٌّ حَطَّه الزَّمنُ

حصل الجهول على مآربه … ومضى بغير طلابه القمن

حتى متى قولٌ ولا عملٌ … وإلى متى قصدٌ ولا سَننُ

ما شان شأنك قط منتقص … أنت العلي وذكرك الحسن

فاقطَع برحلَك حيث لا عتبٌ … واربَأ بعرضِكَ حيث لا دَرَنُ

وافخر بسَبْقكَ لا بسبق أبٍ … فخراً فأنت السابق الأرن

إن يبلَ ثوبُك فالنُّهى جُنَنٌ … أو تود خيلك فالعلى حصن

لا تبتئِس لملمَّة عرضَتْ … لا فرحة تبقى ولا حَزَنُ