بيانٌ من الشِعْر – نزار قباني

إذا كانَ عَصْريَ ليس جميلاً ..

فكيفَ تُريدينني أن أُجَمِّلَ عَصْري ؟

وإِنْ كنتُ أجلسُ فوق الخرابِ ،

وأَكتبُ فوق الخرابِ ،

وأَعشَقُ فوق الخرابِ ،

فكيفَ سأُهديكِ باقةَ زَهْرِ ؟

وكيفَ أُحِبُّكِ ؟.

حينَ تكونُ الكِتابةُ رَقْصاً ..

على طَبَقٍ من نُحَاسٍ وجَمْرِ ..

وإِنْ كانتِ الأرضُ مَسْرَحَ قَهْرٍ

فكيفَ تُريدينني أَنْ أُصالحَ قَهْري ؟

يُريدُ المماليكُ أن يملِكُوني ..

وأن يشربُوا من دمائي وحِبْري

يُريدُونَ رأسَ القصيدَةِ كي يستريحُوا ..

وللشِعْرِ .. والحُبِّ .. فَوَّضتُ أمري .

أُحِبُّكِ .. بَرْقاً يُضيءُ حياتي

وقنديلَ زَيْتٍ ، بداخلِ صدري

فكُوني صديقةَ حُرّيتي ..

وكُوني ورائي بكلِّ حُرُوبي

وسيري معي ، تحتَ أٌقواسِ نَصْري ..

إِذا كانَ شِعْرِيَ لا يتصدَّى

لِمَنْ يسلَخُونَ جُلُودَ الشُعُوبِ

فلا كانَ شِعْري …