بوركت يا زمن الربيع الناضر – محمد حسن أبو المحاسن

بوركت يا زمن الربيع الناضر … ما أنت الا بهجة للناظر

ما زرت ربعاً شيقاً الا وقد … فرش المزور خدوده للزائر

اقبلت يا ملك البسيطة رافلاً … بمطارف الحسن السنيّ الباهر

في راية خضراء صفّت تحتها … من كل زاهرة صفوف عساكر

ورجعت للأرض الموات حياتها … وكسوتها برد الشباب الزاهر

فتضوعت ازهار كل خميلة … تجزيك بالنعماء حمد الشاكر

نطق الحمام عن الرياض بشكرها … فاسمع ثناءك من غناء الطائر

ورق دعت فوق الغصون سواجعاً … فكأنها الخطباء فوق منابر

جاد السماء بها النجوم فأزهرت … بنجوم أفق في السماء زواهر

ضحكت ثغور الأرض فهي بواسم … مهما بكت عين السحاب الماطر

نثر اللآلئ قطره فتنظمت … زهر الثرى تحكي عقود جواهر

فلك اليد البيضاء يا قطر الندى … كم قد سمحت بلؤلؤ متناثر

خطر النسيم الغض يحمل نفحة … مسكية فيها ارتياح الخاطر

والشمس صاغت بالشعاع سبائكاً … يجلو النضار بها جميل مناظر

وجرى لجين الماء فيه فحليت … أشجاره بمعاضد واساور

أهوى الربيع لان فيه شمائلا … ممن أحب فكن بذلك عاذرى

طلق عليه بهجة ونضارة … يسبي ويفتن بالمحيا السافر

عطر النسيم تحدثت انفاسه … في النشر عن ارج الحبيب العاطر

والنرجس المطلول يرنو طونه … فكأنه يرنو بطرف فاتر

ويرف فيه الافحوان كأنه … ثغر يلذ به الطلا لمعاقر

وإذا الشقيق تضرّجت وجناته … اضحت تضاهي خدّه بنضائر

وإذا الوميض نضا صوارمه اتقى … منه الغدير بأدرع ومغافر

ما سحرها روت وفتنة بابل … ان الغرائب للربيع الساحر

قالوا الطبيعة قلت قد خضع الحجى … دون الطبيعة للمليك القادر

ان الذي رفع السماء هو الذي … خلق البرية فاعتقد أو كابر