بكى الشرق يا خير الصدور الاعاظم – محمد حسن أبو المحاسن

بكى الشرق يا خير الصدور الاعاظم … عليك بمنهل الدموع السواجم

أصابت سهام الحتف غرة وجهه … فعاد بوجه كاسف اللون قاتم

نعيت إليه فاتحالت ربوعه … مصابا ومادت أرضه بالمآتم

الا ان سيف الامة اليوم غاله … حمام فلا ابتلت يمين بقائم

وقد غاب ذاك الليث عن غاب عزه … على حين اردى كل ليث ضبارم

لئن أوحشت منه عرينة مجده … لقد رزئت منه بمردى الضراغم

أصابوه في سلم واعظم آفة … على البطل المغوار غدر المسالم

يعدون قتل المصلحين غنيمة … وما هو الامن اجل المغارم

فان يك قد أودى فان ليومه … جوى باقيا بين الحشى والحيازم

وان يك قد أودى فقد عاد فائزا … بحسن مباديه وحسن الخواتم

تحمل أعباء الوزارة ناصحا … يدبر أمر الملك تدبير حازم

فنعم وزير السيف يعطيه حقه … إذا ارعشت كف الجبان بصارم

ونعم وزير السيف والقلم الذي … تمج ثناياه سمام الاراقم

مضى اليوم من كانت تشير بنانهم … إليه فقد عادوا بعض الأباهم

فمن لمذاكي الخيل يلبسها الوغى … ومن للعوالي الراعفات اللهاذم

ومن لثغور المسلمين يحوطها … ويكلؤها من كل باغ مهاجم

أواسطة العقد الذي حاز عقده … به جوهراً ما حازه عقد ناظم

فقدناك محمود المساعي مهذبا … من العيب لم تتبعك لومة لائم

وفي كل ناد من مديحك والثنا … نسيم رياض أو شميم لطائم

ويا أيها الناعي المعاتب من مضى … نعيت ولكن بالقوافي الاثائم

وان مقاما قد نزوت لنيله … منيع الذرى لا يرتقي بالسلالم

عتبت على محمود شوكت ناقما … وما ضر محمودا ملامة ناقم

فدع منقذ الأوطان والفاتح الذي … له شهدت اعداؤه بالمكارم

وقل سالكاً نهج الحقيقة إننا … فقدنا عظيما ناهضاً بالعظائم

تناسيت آثارا له ومساعياً … أضاءت نجوماً في الليالي الغواتم

وكان له يوم أغر محجل … يقيم له التاريخ اسنى المراسم

ألم يكشف الكرب الذي ضيق الفضا … على أمة باتت بقبضة ظالم

فشيد صرح العدل مذ هد سيفه … على يلدز الشماء صرح المظالم

الم يبعث الحرب العوان مغامراً … بعزمة مرهوب السطا والعزائم

به الجيش قد اثرى عديداً وعدة … يراع بها قلب الجيوش الخضارم

ولكن تولى أمره غير أهله … فنام وما البلقان عنه بنائم

وهل كان بالتدبير مقتل ناظم … فتعزي إليه ظالماً قتل ناظم

ولو لم يقاومهم لما ورد الردى … ولكنه لم يأل جهد المقاوم

فعارض سيل الانقلاب مخاطراً … بتيار ذاك الحادث المتفاقم

الم ترهم لم يقتلوا الصدر كاملا … وقد كان فيهم مصدراً للجرائم

على ان اخذ الثار قد حال دونه … حوادث لا تخفى على كل عالم

وان هو لم يمنع تعاطي سياسة … فلذت مجانيها وطابت لطاعم

فذاك بناء قد تأسس قبله … ومن بعده اعيى على كل هادم