بسيف اجفانه تقلّد – محمد حسن أبو المحاسن

بسيف اجفانه تقلّد … فاحذر من الصارم المهند

وهز للطعن سمهرياً … سمر القنا دونه تقصد

قد ضرج الحسن منه خدّاً … من دم عشاقه تورد

فمن اقاح ومن شقيق … ونرجس ناعس مسهد

له قوام إذا تثنى … رأيته في الجمال مفرد

جمع شمال الجمال لكن … لشمل صبر المحب بدد

دمعي طليق وذاك قلبي … عان بأسر الهوى مقيد

انظر إلى الخد وهو نضر … تجد رياضاً بذلك الخد

بدا فبدر الدجى تجلى … مشى فبان الحمى تأود

دموع عيني لها انسجام … حين ترى حسنه وتشهد

يبسم عن اشنب شتيت … رضابه شهدة وصرخد

يا خجلة الريم حين يرنو … بأحور ناعس واجيد

فالبدر والبانة استعارا … سنا المحيا وهزة القد

ثغر كان الاقاح فيه … يفترّ واللؤلؤ المنضد

في ذلك الثغر كنز درّ … بعقرب الصدغ بات يرصد

سدّد عن قوس حاجبيه … سهماً رماني به فاقصد

مسدّد الرمي افتديه … بمهجتي رامياً مسدّد

لم ار قبل اللحاظ سيفاً … يقتل من شاء وهو مغمد

ولائم قد عداه وجدي … فلا منى في الهوى وفند

بت شجياً وبات خلواً … من لوعة الهائم المسهد

يقول ان الهوى هوان … طورا بعاد وتارة صد

قلت عذاب الغرام عذب … وذو الهوى بالغرام يسعد

دع المعنى وما يقاسي … كم بين سال وبين مكمد

ذق لذة الحب والتصابي … لتعذر المغرم المفند

قلبي عند الحسان اضحى … رهن هوى غادة واغيد

أوقدت النار وجنتاها … لكنها في الحشا توقد

وشاحها جائل بخصر … واه دقيق يكاد ينقد

كم ليلة بت في دجاها … والنوم عن مقلتي مشرد

كأنما الجفن وهو يأبى … غمضاً بنجم السماء يعقد

كأنما الصبح إذ جفاني … خاف عتابي له فابعد

يا نفحة الشيح من زرود … تحمل نشر العبير والند

عرفت عرف الحبيب منها … والركب دون الغوير هجد

فحدثيني حديث شوق … إلى الحمى والعقيق يسند

طاب شذاها كأن فيها … ذكر مليك العلى المؤبد