أقائد جيش المجد حييت بالمجد – محمد حسن أبو المحاسن
أقائد جيش المجد حييت بالمجد … اسرت ولكن بعدما فزت بالحمد
لبست على الاهوال ستة اشهر … من الصبر سربالا مضاعفة السرد
وللصرب والبلقان حول ادرنة … فيالق لا تحصى بحصر ولا عد
قذائف نيران ورعد مدافع … إذا صرخت مادت لها الأرض بالرعد
اخذت على السيل الأتي طريقه … على حين مد السيل يتبع بالمد
فما هجم التيار إلا وراعه … وقوفك مثل السد ناهيك من سد
وجاهدتهم قدماً بقلب مشيع … وعزمة خواض غمار الردى نجد
تدافع في عشرين الف محارب … دفاعاً به حارت عقول أولي الرشد
إذا قلت ان الاسد رهطك لم يكن … ليعهد ذياك الحفاظ من الاسد
ويا حبذا جيش اقامت سيوفه … لنا شرفاً مالت مبانيه للهد
قليل عديد لا يرى مدداً له … على كثرة الاعداء غير ضبا الهند
ولولا قضاء الله فاز بنصره … ولكن قضاء الله ليس بذي رد
على انه قد حاز فخراً مؤرخاً … على وجنة الأيام بالمسك والند
اشاكر قد اضحى لك السيف شاكراً … ضرائب قد جلت عن الوصف والحدّ
لالبستنا من صنع عزمك حلة … من الفخر لا تبلى على قدم العهد
حسامك ذاك العضب اضحى فرنده … مدى الدهر يتلو آية الشكر والحمد
ضربت به حتى تثلم حده … وبأسك ماض غير منئلم الحدّ
وقد غني السيف الذي قد حملته … عن الذهب الأبريز والجوهر الفرد
ولكنه سيف افتخار مرصع … حباك به الإسلام منتظم العقد
وكم قد وهبت الموت نفساً نفيسة … لديها الحمام المرّ احلى من الشهد
وقدمت لكن افلت الموت مشفقاً … من الحية النضناض والاسد الورد
فلا بدع ان تنجو ولكن نجاءه … عجيب وقد حاولته متهى الجهد
فناشدك الإسلام نفسك راجياً … غناءك عنه في الشدائد من بعد
فيا لهف نفسي لهفة بعد لهفة … وشجواً على شجو ووجداً على وجد
ليوم به ساروا بحامي ادرنة … عميداً بلا جيش أميرا بلا جند
وما اسروا إلا الكريم الذي اغتدى … مثال المساعي الغرّ والحسب العد
فتى سبكت نار الوغى من عسجدا … نضارا تسامى عن نظير وعن ند
ولو انصفته صوفيا فرشت له … بساطاً من الريحان والزهر والورد
اعيدوا عليه لا أباً لأبيكم … حسام يمين غير واهنة العضد
فما فيكم كف تصول بحدّه … كصولته في كرة الروع والشد
حنانيك لا توحشك في الاسر وحدة … وان لم يكن من وحشة النفس من بد
فان قلوب المسلمين بأسرها … لديك تحيي منك منتجع الوفد
ترف عليه وهو ورد محامد … رفيف عطاشى الطير حام على الورد
أعاذلتي ان سهد الهم مقلتي … ومثلي جدير بالكآبة والسهد
دعيني وتسكاب المدامع لوعة … وان كان تسكاب المدامع لا يجدي
سئمت حياة ليس في فضل كأسها … سوى الضر والبأساء والهم والكد
الم تعلمي انباء ما صنع العدى … بقومي وقومي المسلمون أولو المجد
اطلت على الأسلام كل فيجعة … هي النار في الاحشاء ساطعة الوقد
فأظلمت الدنيا عليهم واحدقت … بأرضهم الاخطار حشداً على حشد
فلا بدر ذو ضوء ولا نجم ذو سناٍ … ولا ورد ذو صفو ولا عيش ذو رغد
على الروملي عرج إذا شئت ان ترى … برغم المعالي كيف مقدرة العبد
فمن حرّة تسبى بعين حماتها … واخرى تقاسي لوعة الثكل والفقد
ولست ترى خطباً أمض نكاية … وأمضى شجاً من صولة الدنس الوغد
أفيقو رجال المسلمين من الكرى … وجدوا فإن العز يدرك بالجدّ
تفرقتم أيدي سبا فهويتم … هوياً من الأوج الرفيع إلى الوهد
وجامعة الإسلام لو جمعتكم … بسطتم يداً مرهوبة الحل والعقد
ألم يأتكم أن البلاد تساقطت … بأيدي اللئام الجائرين عن القصد
طرابلس الغرب استبيحت وأصبحت … سلانيك نهباً للضغائن والحقد
وما برحت حتى هوت أخواتها … بنحس من الأيام اخنى على السعد
لقد اجمعوا استئصال دين محمد … فانحوا على جرثومة الدين بالخضد
فلم ينج لا الشيخ الكبير لسنه … ولا الطفل لاقى رقة وهو في المهد
وكم هتكوا خدرا على ذات عفة … نقية جيب الصون زاكية الجد
إذا روعتها هجمة العلج غوثت … بأسرتها والدمع يجري على الخد
لك الله لا حام يذود عن الحمى … ويثأر في قرب من الأرض أو بعد
وليس الحفاظ المرّ ما قد عهدته … بقومك ان القوم حالوا عن العهد
قد استسلموا للنائبات واخلدوا … إلى الضيم واختار والهوان على عمد
كأن لم يكونوا الذائدين عن الحمى … ببيض المواضي والمثقفة الملد
ولم يبعثوا شعواء يحجب نقعها … سنا الشمس في يوم من النقع مسود
عليها من الشوس المغاوير فتية … بها الخيل يوم الروع تمرح أو تردى