بذمامِ عهدكَ في الهوى أتذممُ – الواواء الدمشقي
بذمامِ عهدكَ في الهوى أتذممُ … يَا مَنْ بِحُرْمَة ِ وِدِّهِ أَتَحَرَّمُ
أسلمتني للوجدِ في دارِ الأسى … لما سلمتَ وَخلتَ أني أسلمُ
كمْ قدْ شرقتُ بماءِ ذكركَ مرة ً … فنسيتُ منْ ذكرِ الهوى ما أفهمُ
يا دَارُ مَا لِخَطِيبِ رَبْعِكِ ساكِتاً … فَكأَنَّهُ عَمَّا بِنا يَتَكَلَّمُ
ها نحنُ أبناءُ الغرامِ وَهذهِ … أَجْسَامُنا بِرُسُومِها نَتَرَسَّمُ
وَكأنما اشتملتْ رداءً منْ بلى ً … وَكأَنَّهُ مِنْ دَمْعِ عَيْنِي مُعْلَمُ
وَكَأَنَّ وَشْيَ رُبَاكِ يَا دَارَ الهَوَى … مِنْ عَبْرَتِي مُسْتَعْبِرٌ مُسْتَعْلِمُ
تَالله لا عَلِمَ السُّلُوُّ بِحُبِّ مَنْ … أَنَا في هَوَاهُ مُعَذَّلٌ وَمُلَوَّمُ
وَحياة ِ ما أبقى الهوى منْ مهجتي … لاَ قُلْتُ: إنِّي في هَواهُ مُسَلِّمُ
لوْ بينَ أجفاني تجافاهُ الكرى … مَا كَانَ يَحْلُمُ أَنَّهُ بِيَ يَحْلُمُ
يا نَازِحاً لَعِبَ القِلَى بِعُهُودِهِ … مَا الصَّبْرُ عَنْكَ أَقَلُّ مِمَّا تَعْلَمُ
لِي والهَوَى مَا بَيْنَ أَجْنِحَة ِ الكَرى … ليلانِ نومهما عليَّ محرمُ
مَا اللَّيْلُ طَالَ عَلَيَّ دُونَ ذَوِي الهَوى … لكِنْ بَعُدْتَ فَكُلُّ دَهْرِي مُظْلِمُ
واهاً لأيامي التي في ظلها … ظلتْ صروفُ الدهرِ فينا تحكمُ
أَيَّامَ أَيْقَظَنا الهَوَى لِمَوَاقِفٍ … فيها عيونُ الدهرش عنا نومُ
حالت وَما حلنا لها عنْ حالها … فكانها بشقائنا تتنعمُ
ثمَّ انثنتْ تثني إلينا عطفها … فكأنهُ منْ ظلمها يتظلمُ
فَرَمَيْتُ غَفْلَتَها بِذَكْرِ تَفَرُّقٍ … فکبْيَضَّ مِنْ خَوْفِ الفِرَاقِ لَهُ الدَّمُ
قالتْ، وَقَدْ شَرِبتْ مُدَامَ جُفُونِها … وَلسانها منها فصيحٌ أعجمُ :
يا ناعياً روحي إليَّ ببينهِ … بانَتْ وَلَمْ تَعْلَمْ بِأَنِّيَ أَعْلَمُ
أشغلتَ قلبكَ بالغرامِ عنش الذي … في كلَّ عضوٍ منهُ قلبٌ مغرمُ
جهدُ الشكاية ِ أنَّ ألسننا بها … خرستْ وَأنَّ جفوننا تتكلمُ
لَوْ كُنْتُ أَمْلِكُ سِرَّ مَنْ كَتَمَ الهَوَى … يَوْمَ النَّوى لَكَتَمْتُ مَا لاَ يُكْتَمُ