بدت لوداعٍ والتجمل سترها – الخُبز أَرزي

بدت لوداعٍ والتجمُّل سترُها … فزال لإشفاق التفرُّق هجرُها

فتاةٌ كأن الصبح يجلوه وجهُها … لنا وكأن الليل يدجيه شَعرُها

فلو أبصَرَتها أُمَّةٌ ثَنَويَّةٌ … لكان إله القوم ما ضمَّ خِدرُها

نفى حُسنُها عنها العتابَ لأنها … إذا ما أساءت كان في الحُسن عُذرُها

لقد زال طيبُ العيش عنّي لفقدها … كما زال عنها للتفجُّع كِبرُها

ولمّا تسارقنا الوداعَ تخالُساً … لعَيني رقيبٍ يغلب الليلَ خزرُها

جرى ماءُ جفنَيها على نار خدِّها … فصار لظاها في فؤادي وجمرُها

لقد قلَّ صبري بعدها وتجلُّدي … فيا ليت شعري بعدنا كيف صبرُها

فأصبحتُ حيرانَ الفؤاد لفُرقَةٍ … أُقاسي هَناةً ليس يجمل ذكرُها

وما افتقرت نفسي إذا كان إنما … يلوذ بإخوان التَّديُّنِ فقرُها

فكلُّ مُحبّي آل أحمد أنجمٌ … وآلُ أبيك السادةُ الغُرُّ زُهرُها

إذا اختلفت بالأكرمين مجالسٌ … فإنك في كلِّ المجالس صدرُها

وإن كنتَ في شرخ الشباب هلالها … فإنك في مستكمل القَدرِ بدرُها

تخلَّقتَ أخلاقاً هي الخمر لذَّةً … وطيباً ولكن في الصَّبابة سُكرُها

وليس قبيحاً سكرة اللهو بالفتى … ولا سيَّما والظَّرف والشَّكل خمرُها

وكان وصيُّ المصطفى خيرةِ الورى … له مزحات ينثر الأُنسَ نَشرُها

تَلَقّى العَوافي بالأيادي فإنها … مآثرُ لا يعفو على الدهر أثرُها

وتزكو الأيادي عند ذي الشكر مثل ما … تَضاعف في الأرض الزكيَّة بذرُها

مشاكلة الآداب والشكل فيهما … وسائل لا يُخشى من الحرِّ خَفرُها

فدُونَكها بِكر المعاني زففتُها … عروساً ومن خير العرائس بكرُها

إذا نحن قلنا طال عمرُك أيقنت … بذاك المعالي أنَّ عمرك عمرُها