باليُمْنِ ما رفع الأميرُ وشيَّدا – السري الرفاء

باليُمْنِ ما رفع الأميرُ وشيَّدا … و بِجَدِّه النَّعماءُ ما قد جدَّدا

قصرٌ أنافَ على القصورِ بحُلَّة ٍ … مَلِكٌ أنافَ على المُلوكِ مؤيَّدا

قُلناو قد أعلاه جَدٌّ صاعِدٌ … في الجوِّ حتى ما يُصادِفُ مَصْعَدا

أَبِنِيَّة ٌ ببنائِها فُضِحَ البِنَا … أَم فَرقَدٌ بسَناه شانَ الفَرقَدا

غُرَفٌ تَألَّقُ في الظَّلامِفلو سَرى … بضِيائِهاساري الدُّجُنَّة ِ لاهتدَى

عُنِيَ الرَّبيعُ بها فَنَشَّرَ حولَها … حُلَلاً تُدَبِّجُ وَشْيَها أيدي النَّدى

فكأنَّما تُزجي السَّحائبُ فوقَها … جَيشاً يهُزُّ البَرقُ فيه مِطْرَدا

و كأنَّما نَشَرَ الهواءُ بجوِّها … في كلِّ ناحية ٍ رِداءً مُجسَدا

و كأنَّ ظِلَّ النَّخلِ حولَ قِبابِها … ظِلُّ الغَمامِإذا الهجيرُ تَوقَّدا

من كلِّ خَضراء ِالذَّوائبِ زُيِّنَتْ … بثِمارِها جِيداً لها ومُقَلَّدا

خرَقَتْ أسافلُهنَّ رَيَّانَ الثَّرى … حتى اتَّخَذْنَ البحرَ فيه مَورِدا

شَجَرٌ إذا ما الصُّبحُ أسفرَ لم يَنُحْ … للأمنِ طائرُهو لكن غَرَّدا

غَنِيَتْ مَغانيها الحِسانُ عنِ الحَيا … ماراحَ في عَرَصَاتِهِنَّو ما اغتدَى

بمُشَمِّرٍ في السَّيْرِ إلا أنَّه … يَسري فيمنَعُه السُّرى أن يَبعُدا

وَصَلَ الحَنينَ بِعَبْرَة ٍ مَسفوحَة ٍ … حتى حَسِبْناه مَشُوقاً مُكْمَدا

مُستَرْفِدٌ أمواجَ دِجلة َ رافدٌ … وجهَ الثَّرى أَكْرِمْ بهِ مُستَرْفِدا