اليوم الجنين – عبدالله البردوني

على الدرب والمرتع … يجود ، ولا يدّعي

يوشّي غناء الحقول … وأنشودة المصنع

ويعطي حياة .. بلا … نيوب ولا مصرع

يشد أبضّ الخصور … إلى أعطش الأذرع

ويسخو سخاء المصيف … على الطير والضّفدع

على السفح والمنحنى … على السهل والأرفع

أتشتمّ أنفاسه … طيوف الربى الهجّع

هناك رؤى مهده … نبيذيّه المنبع

حمام من الأغنيات … على جدول ممرغ

مرايا هوائية … سرابية المخدع

وغيب وراء القناع … ووعد بلا برقع

هناك انتظار يحسّ … خطاه وحلم يعي

ودفء صريع يحن … إلى لمسه المبدع

وواد يصيخ إلى … تباشيره اللّمع

فأحلم أن الجنين … وليد بلا مرضع

فألوي زنود الحنان … على خصره الطيّع

ويحبو على ساعديّ … فأرضعه أدمعي

وينأى ، فترنوا الكوى … يفتّشن عنه معي

ويرتد ، حلم مضى … ويمضي ، بلا مرجع

وتحتشد الأمسيات … على العامر البلقع

فأرجوه أن يشرئب … إلى شرفة المطلع

أمدّ له سلمّا … إلى النور من أضلعي

وأشدو لميلاده … ويصغي بلا مسمع

فأبكيه في مقطع … وألقاه في مقطع