المحكوم عليه – عبدالله البردوني
قيل عن (م .. ن) أضحى مهيلا … هل تحرّبت أنت ؟ ما نفع قيلا؟
… أشترى مرة أمامي كتابا … اسمه … كيف تقهر المستحيلا
ومضى شاهرا له ، كأمير … أمويّ … يهزّ سيفا صقيلا
راح يومي إلى الوزارات … يحكي … لصديقين … سوف نشفي الغليلا
قلت هل صار ثائرا … وعلى من … وهو منّا … هل يصبح الهزّ فيلا؟
ذات يوم رأيته وسط مقهى … ورآني .. أغضى ومال قليلا
كان في حلقه من الناس . يبدي … من نزاهاته شروقا بليلا
قسم الثائرين صنفين … صنفا … منفعيّا . صنفا نقيّا أصيلا
لاح لي ، كالمريب ، لا بل تبدّى … كخطير ، يريد أمرا جليلا
دسّ يوما في جيبه شبه ظرف … قرمزيّ ، لمحته مستطيلا
مرة اشترى الجريدة … سمّى … نصفها خائنا ، ونصفا دخيلا
(كي أنمّي إمّسيتي أشتريها) … أعجب العابرين ، أرضى (خليلا)
صنّف الكاتبين … هذا عميلا … لعميل ، وذا دعاه العميلا
كان يرنو إليه ، كلّ رصيف … مثل من يجتلي غموضا جميلا
سكن (الفاع) مدّة و(شعوبا) … نصف شهر وحلّ شهرا (عقيلا)
أجر الدور ، باسم بنت أخيه … وأكترى في (المطيط) بيتا نحيلا
وعلى الذكر … كم لديه بيوت ..؟ … تسعة … هل تراه رقما ضئيلا ؟
ابتنى منزلين ، وهو وزير … سبعة عندما تولّى وكيلا
كان لصّا محصّنا ، إن تولّى … … وطنّيا إذا غدا مستقيلا
يشتهي الآن منصبا … ذاك سهل … وهو يدري إلى الوصول السبيلا
علّ أسياده الذين امتطوه … أنفدوه … بل واستجادوا البديلا
لم يكن ثائرا ، على أيّ حال … إنما قد يثوّر الآن جيلا
يستفزّ الركود أيّ ضجيج … أوّل الانفجار يبدو فتيلا
خمسة يقبضون فورا عليه … احتياطا … لقد ملكنا الدّليلا
سيدي … لم نجده في أيّ شبر … ابحثوا جيدا … بحثنا طويلا
هات (م … خ) ثلاثين عينا … انتخب أنت … من تراه كفيلا
لم نجده ، يقول عنه أناس … إنّه كالرياح ، يهوى الرحيلا
لم نجده ، صوت : قبضنا عليه … ألبسوه ، سوطا وقيدا ثقيلا
أنزلوه زنزانة ، أنت أدرى … يا أبا الضرب ، كيف ترعى النزيلا
كيف تلقى يا (م …ن) خلاصا … ساءني أن أرى العزيز ذليلا
أنت أغلى أحبتي من زمان … كنت شهما ، وما زال نبيلا
إنّ عندي رأيا ، عسى ترتضيه … ليس من عادتي أردّ الزميلا
منزلا المدير ، أكتبه بيعا … سوف ينجيك … هل تموت بخيلا؟
لم يوافق … إضربه حتى تلاقي … نصفه ميّتا ، ونصفا عليلا
وهنا ضجّ حارس ، كان يصغي … ما لكم يأكل المثيل المثيلا
مثلكم كان ثائرا ، فرجعتم … نصف ميل ، فتاب وارتد ميلا
كلّ ما بينكم … سقطّم عراة … وهوى حاملا رداء غسيلا
هل تريدون قتله ؟ مات يوما … مثلكم … كيف تقتلون القتيلا؟