المجد أوله للصارم الخذم – محمد حسن أبو المحاسن

المجد أوله للصارم الخذم … ثم السياسه والتدبير للقلم

يقول فصلا إذا كان المداد له … مما تمج المواضي من نجيع دم

ولا أرى حجة كالسيف بالغة … فان تكليمه يغنى عن الكلم

ما ضاع حق يحوط السيف جانبه … ولا ابيح حمى والمشرفي حمى

من ذاد عن حوظه بالسيف طاب له … ورد الحياة فلم يظمأ ولم يضم

ان اسس السيف مجدا واليراع له … مشيد كان مجدا غير منهدم

وليس مستغبا عن مرهف قلم … والمرهف العضب يستغني عن القلم

محا أبو مسلم ما كان نمقه … عبد الحميد من الأحكام والحكم

لم تنفع الكتب إذ صالت كتائبه … فاستهزم العلم ايماء من العلم

إذا القضية لم تحفل بساتها … فلسي غير صليل السيف من حكم

كم أمة طلبت حقاً فاعجزها … طلابه بلسان ناطق وفم

حتى إذا نطقت صدقاً صوارمها … أصغى لحجتها من كان ذا صمم

أما ترى الحق لفظا لا يوافقه … معنى بغير دوي المدفع الضخم

أما القوي فمشغوف بلذته … عن الضعيف الذي قد بات في ألم

في فوز منتصر محو لمنكسر … فلا يقال لعاً من زلة القدم

ما أسعد الأرض لو ساد السلام بها … لكن للحرب سلطانا على السلم

لو كان للحق نهج لا تقام به … لا هله عقبات ذات مصطلم

سادت على القضب الأقالم قائلة … يا أرض قد سعدت أهلوك فابتسمى

لكن تنازعنا حب البقا خلق … ولا محيد عن الاخلاق والشيم

عصر تروق به ألفاظ ساسته … والرقص فيه على الأيقاع والنغم

نستعذب القول فيه والعذاب به … ويحفظ الله من سم مع الدسم

لا اجحد القلم الأعلى فضيلته … فانه ذو اليد البيضاء في الأمم

كم ارتقى فيه شعب عند نهضته … أوج الحضارة ذات المجد والشمم

إذا جرى فوق اطراف البنان جلا … سحر البيان بمنثور ومنتظم

ان الحقائق ما شقت غياهبها … الا بشق اليراع الناصع العتم

يمر طورا وتحلو لي عواطفه … ان هز عطفيه في بأس وفي كرم

كل يحرر أهليه واسرته … من الأسرار وكل خير معصم

فأعجب لضدين قد حازت صفاتها … تساوياً فهما صنوان من رحم

قد فلت حقاً على اني أخو قلم … إذا جرى فهو لم يقصر ولم يخم

لكن ضميري وهو الحي متبع … حقيقة حبها من افضل القسم