الله يَعْلَمُ والأنام شهودُ – عبدالغفار الأخرس

الله يَعْلَمُ والأنام شهودُ … أنَّ الذي فقد الورى لفريدُ

كان الإمام به الأئمة تقتدي … فلهَ الهدى ولغيره التقليد

ظلٌّ على الإسلام كان وجوده … حتى تقلّص ظِلُّه الممدود

فَلِفَقْده في كلّ قلب لوعة … ولذكره في حمده ترديد

فزوال ذاك الطود بعد ثباته … ينبيك أنَّ الراسياتِ تبيد

هيهات يرفعُ للمدارسِ بعده … علمٌ ويورقُ بالمكارم عودُ

سمط الفضائل والفواضل كلّها … نثرتْ عليه من الدموع عقود

أسدٌ من الآساد يصرعه الرّدى … ومن الرجال بهائمٌ وأسودُ

عجباً لمن ضاق الفضاءُ بعلمه … أنّى حوته من لاقبور لحود

وإذا الملائك بشّرت بقدومه … فعلام تنتحب الرجال الصيد

لا جاز قَبرَك صَوبُ غادته الحيا … تسقي ثراك بصومها وتزيد

وجُزِيت خيراً بعدها عن أُمَّة ٍ … علماؤها مما أفَدْتَ تفيد

فمقامك المحمودُ فوقَ مقامهم … وعلى الجميع لواؤك المعقود

أظهرتَ بالآيات ما بظهورها … يخفى النفاق ويعلن التوحيد

وكشفتَ غامض ما تشابه فانجلت … شُبَهٌ على وجه الحقيقة سودُ

يا أيّها الثاوي بأكرم تربة ٍ … تالله أنْتَ الصارم المغمود

يا شدَّ ما دهم العراق بساعة … خشناء يصدعُ عندها الجلمود

إذ حان حينُ أبي الثناء وجاءه … بين الأكارم يومه الموعود

ونعاه ناعيه وقال مؤَرِّخاً … قد مات ويك ابو الثنا محمود