اللؤلؤة – أدونيس

كيف أمشي نحوَ شعبي ، نحو نفسي

كيف أمضي نحو تُهيامي وصوتي، كيفَ أصعدْ؟

لستُ إلا نَهَراً

حاضِناً لؤلؤةَ الشّعر

وإلا

حُلُماً

أنّي ضوءٌ

سائحٌ في جَسَد الليلِ،

وإني

جاحمٌ أحتضنُ الأرضَ كأنثى

وأنامُ

مُوقِظاً حُبّي فيها

لُهباً يَفْتح،

يَسْتنزِلُ فيها

آيةً،

أني كِتابٌ

وأعضائي كلامُ.

كيف أمشي نحو نفسي ، نحو شعبي

ودمي نارٌ وتاريخي ركامُ؟

أَسْنِدوا صدريَ

في صدري حريقٌ

ومسافاتٌ

وأجسادُ عصورٍ تَتَجرجَرْ

والتّواريخُ مرايا

والحضارات مرايا

تتكسّر.

لا ، دَعُوني:

إنّني أسمع أصواتاً تغنّي في رمادي

إنني ألمحها تمشي كأطفال بلادي.