العصفور الشادي – جمال مرسي
” أبهى قصائدِ شِعري” زادها أَلَقا … صوتٌ رخيمٌ سرى في الأفْقِ و انطَلَقا
شدوُ الهزارِ توارى جنبَهُ خَجَلاً … و عَزفُ نايٍ رقيقٍ عندهُ خَفقا
ثَغرٌ يُشَنِّفُ آذاناً و أفئدةً … لو ضَنَّ صاحِبُهُ بالشدوِ أو نَطَقا
كأنَّما الحرفُ إن ينبِس بِهِ أَرَجٌ … قد فاحَ من حلقِهِ كي يعبقَ الأُفُقا
سِحرُ البيانِ مع الإلقاءِ قد جُمِعا … في شاعرٍ يسكنُ الوجدانَ و الحَدَقا
مِن شِعرِهِ لبِسَت شمسُ الضُّحى حُلَلاً … مِنِ البهاءِ ، و بانَ البدرُ مُؤتَلِقا
و غَرَّدَت في سَماءِ الشِّعرِ قافيةٌ … كادت تموت صدىً لولا “جمالُ” سَقَى
“حمدانُ ” يا فارساً صار القريضُ لَهُ … سيفاً، فجرَّدَهُ للذودِ و امتَشَقا
ما غابت القدسُ عن دُنيا قصائِدِهِ … بل كانت الحِبرَ و الإلهامَ و الورَقا
و إن تَرَنَّمَ صدَّاحاً بفاتِنَةٍ … كانت حبيبَتَهُ مصرُ التي عَشِقا
و للعراقِ الذي سالت مدامِعُهُ … مكانةٌ في فؤادٍ مخلصٍ صَدَقا
كأنَّ في قلبِهِ للعُربِ جامعةٌ … جرى بها شِعرُهُ الفواحُ مندَفِقا
يا صاحبَ الغرسِ أشعاري أُنَمِّقُها … لمن بأفعالِهِ للخيرِ قد سَبَقا
فاقبل هديةَ من كانت مودَّتُهُ … كالجذرِ راسخةً ، كالغصنِ إذ سَمَقا