الختام – إبراهيم ناجي
عجباً لقلب هيض منكَ جناحُهُ … وجرى به نصلُ الندامةِ يذبحُ
ومضى الحِمامُ يدبُّ فيه فإن جرتْ … ذكراك طار إليك وهو مجنَّحُ
لهفي على الناقوس بين جوانحي … وعلى بقيةِ هيكلٍ لا تصلحُ
لا فرق بين أنينه ورنينهِ … وصداه في وادي المنيةِ أوضحُ
يا قلب صهباء الهوى وبساطه … وكؤوسه المتجاوبات الصُّدَّحُ
وقفٌ على متنقلين على الهوى … يبغون من لذاته ما يسنحُ
متبدِّلين موائداً وأحبةً … ما خاب من حب فآخر يفلحُ
فالحبُّ آسيه وراء عليله … فيهم، وبلسمه على ما يجرحُ
يا قلبُ ويح ثباتنا ماذا جنى … أترى شعاعاً في البقيةِ يُلمحُ
يا أيها الحبُّ المقدَّسُ هيكلاً … ذاق الردى من عابديك مسبحُ
كثرت ضحاياه وطال قياُمه … وصيامه فمتى رضاءَك تمنحُ؟
يا دوحة الأرواح يُحمد عندها … فيءٌ ويعبد زهرُها المتفتحُ
أينال ظلَّك والرعايةَ عابثٌ … بجلالك البادي وآخر يمزحُ
ويبيت يحرمه قتيل صبابةٍ … قضّى الحياةَ إلى ظلالك يطمحُ
ليلى حببتُكِ كالحياة وذقتُ في … ناديك كأساً بالأماني تطفحُ
فتكسرت قدح المنى ورجعتُ من … سقم الهوى وهزاله أترنحُ
نزل الستار على الرواية وانقضتْ … تلك الفصولُ وفُضَّ ذاك المسرحُ