هبة السماء – إبراهيم ناجي
راحوا بأرواحٍ ظماءْ … يتهافتون على الفناءْ
نمضي إليه فنستقي … ونَعُبُّ منه كما نشاءْ
…
فكأنما هبة السّماءِ … قد استردَّتها السَّماءْ
فكأنَّه والسُّحْب تطويه … فيمعن في الخفاءْ
…
هذي الجموعُ الباكياتُ … الساخطاتُ على القضاءْ
لِمَ لا توفِّيك الجميلَ … وتَسْتَقلُّ لك الفداءْ؟
…
والمجد يوغل في حنايا، … روحه والمجدُ داءْ
ذاك الرقادُ بساحةٍ … لك الرجال بها سواءْ
…
هذي الجموعُ الباكياتُ … الساخطاتُ على القضاءْ
أوَ لَمْ تجدكَ لسانها الشاكي … إِذا احتدام البلاءْ؟
لِمَ لا توفِّيك الجميلَ … وتَسْتَقلُّ لك الفداءْ؟
ما بالهُ حملَ الهمومَ … وجشَّم القلبَ العناءْ
…
أضنى قواه ولم يدعْ … من جسمهَ إلاَّ ذماءْ
صرحٌ من الأدبِ الصميمِ … له على الدنيا البقاءْ
الدَّهرُ يحمي ركنَه … والفنُّ في روح البناءْ
أمَمٌ يُصبِّرُ بعضُها … بعضاً، وهيهات العزاءْ
(شوقي) على رغم التفرّدِ … والتفوقِ والعلاءْ
ذاك الرقادُ بساحةٍ … لك الرجال بها سواءْ
وبرغم ذهن كالفراشة … حول مصباحٍ أضاءْ
هذي الجموعُ الباكياتُ … الساخطاتُ على القضاءْ
مثواك لا تشكو السكونَ … ولا تمل من الثواءْ
قاسمتها أشجانها … ووفيت ما شاءَ الوفاءْ
أوَ لَمْ تجدكَ لسانها الشاكي … إِذا احتدام البلاءْ؟
أَوَ لَمْ تكن غِرّيدَها … ونديمها عند الصفاءْ؟
لِمَ لا توفِّيك الجميلَ … وتَسْتَقلُّ لك الفداءْ؟
ومُنَعَّمٍ بين القصورِ … قد اسْتَتَمَّ له الثراءْ
ما بالهُ حملَ الهمومَ … وجشَّم القلبَ العناءْ
وينوءُ بالعبءِ الذي … هو عن أذاه في غَناءْ
ويحَ الذكاءِ وما يكلِّفُهُ … من الثَّمَنِ الذكاءْ
أضنى قواه ولم يدعْ … من جسمهَ إلاَّ ذماءْ
والمجد يوغل في حنايا، … روحه والمجدُ داءْ
صرحٌ من الأدبِ الصميمِ … له على الدنيا البقاءْ
الدَّهرُ يحمي ركنَه … والفنُّ في روح البناءْ
(شوقي) على رغم التفرّدِ … والتفوقِ والعلاءْ
ذاك الرقادُ بساحةٍ … لك الرجال بها سواءْ
وبرغم ذهن كالفراشة … حول مصباحٍ أضاءْ
مثواك لا تشكو السكونَ … ولا تمل من الثواءْ