اقلا علي اللوم فيما جنى الحب – محمد حسن أبو المحاسن
اقلا علي اللوم فيما جنى الحب … فإن عذاب المستهام به عذب
وصلت غرامي بالدموع وعاقدت … جفوني على هجر الكرى الانجم الشهب
تقاسمن مني ناظرا ضمنت له … دواعي الهوى ان لا يجف له غرب
فليت هواهم حمّل القلب وسعه … فيقوى له أوليت ما كان لي قلب
فأبعد بطيب العيش عني فليس لي … به طائل ان لم يكن بيننا قرب
الا في ذمام الله عيس تحملت … بسرب مهاً للدمع في اثرها سرب
وكنا وردنا العيش صفوا فاقبلت … حوادث أيام بها كدر الشرب
عدمناك من دهر خؤون لأهله … إذا ما انقضى خطب له راعنا خطب
على ان رزء الناس يخلق حقبة … ورزء بني طه تجدده الحقب
حدا لهم ركب الفناء ايائهم … وسار بمغبوط الثناء لهم ركب
لحى الله يا أهل العراق صنيعكم … فقد طأطأت هاماتها بكم العرب
دعوتم حسيناً للعراق ولم تزل … تسير إليه منكم الرسل والكتب
ان اقدم الينا يا بن بنت محمد … فأنك ان وافيت يلتئم الشعب
فلما أتاكم واثقاً بعهودكم … إليه إذا مرعى وفائكم جدب
فلم يحظ الا بالقنا من قراكم … وضاق عليه فيكم المنزل الرحب
فلم أر أشقى منكم إذ غدرتم … بآل علي كي تسود بكم حرب
فلله أجسام من النور كونت … تحكم في أغصانها الطعن والضرب
فيا يوم عاشوراء أوقدت في الحشا … من الحزن نيراناً مدى الدهر لا تخبو
وقد كنت عيدا قبل يجني بك الهنا … فعدت قذى الأجفان يجنى بك الكرب
قضى ابن رسول الله فيك على الظما … وقد نهلت منه المهندة القضب
وحفت به سمر القنا فكأنه … لدى الحرب عين والرماح لها هدب
فكم قد اريقت فيك من آل أحمد … دماء لسادات وكم هتكت حجب
وعبرى أذاب الشجو جامد دمعها … تنوح وللأشجان في قلبها ندب
إذا عطلت اجيادها من حليها … تحلت بدمع سقطه اللؤلؤ الرطب
تعاتب صرعى لو يساعدها القضا … إذا وثبوا غضبي وعنها العدى ذبوا