اخلدي للموت – عبدالعزيز جويدة

اخلُدي للموتِ ساعاتٍ وعُودي

ربما أحتاجُ في تلكَ الحياةْ

مرةً أخرى وُجُودي

ليسَ يَعنينا بقاءٌ وانتهاءْ

ليسَ يعنينا خلودُكْ ..

أو خلودي

حاملاً عمري وعمرَكْ

حاولي أن تفهمي معنى صمودي

ورياحُ الحزنِ تجتاحُ المواني

والأغاني مثلُ لوحِ الثلجِ

جودي

ليسَ بالوصلِ ولكنْ

امنحيني صحوةَ الروحِ لأني

قد تعبتُ ..

من جُمودي

يا حياتي

اذهبي من حيثُ جئتِ

ثم عودي

كي أُحسَّ ..

لحظةً أني افتقدتُكْ

أو تخلَّصتُ قليلاً من قيودي

آهِ من جرحٍ يُعاندْ

ثم يُلقيني وحيدًا

في فِراشِ التجربةْ

آهِ من وَجعِ السؤالاتِ التي

تأتي إلينا

كي تُفتِّش ..

في صَميمِ الروحِ

أينَ الأجوبةْ ؟

آهِ مِنا كيفَ أصبحنا نحبُّ

بالقلوبِ المُتعَبةْ

سِربُ أسرارٍ سيمضي

أو سيأتي

كي يُذيعَ ..

كلَّ أسرارِ القلوبِ الهاربَةْ

هل لديكِ الآنَ وقتٌ

كي نُناقش ..

ما جرى

لا تقولي مرةً أخرى تُرى

كم جلسْنا هاهنا

قلنا كثيرًا

قيلَ إن الحبَّ أعمى

قلتُ إن الحبَّ يَسمع ..

ويرى

حدثيني عن خيالاتٍ توارتْ

كيفَ قلبُ العاشقينَ

يتحدى الموتَ جهرًا

ثم يَنبض ..

دائمًا تحتَ الثرى

لم يَمُتْ يومًا محبٌ صدِّقيني

إنها إغفاءةٌ مثلَ الكرَى

ليسَ للإحساسِ وقتٌ أو مواسمْ

ليسَ للحبِّ مَراسمْ

إنما الحبُّ قضاءٌ وقدرْ

فقلوبُ الناسِ جاءَتْ

من غيوبِ الكونِ جاءَتْ

واستعدتْ للسفرْ

رحلةٌ لا بدَّ منها

أيَّ وقتٍ

لستُ أدري

إننا للغيبِ دومًا ننتظرْ

روعةُ الإحساسِ شيءٌ مختلفْ

نظرةُ العشاقِ ضوءٌ

واحتضارُ المرءِ في الحبِّ شرفْ

كلُّ من يحيا بلا حبٍّ

كَمَيْتٍ

لن يَرى يومًا جميلاً للأسفْ

إننا في الحبِّ نُخفي سرَّنا

لكننا نُضطرُّ حَتَّي نَعْتَرِفْ

كلُّ محبوبٍ ويحيا في لياليهِ

التي لا تنكشفْ

عندَما تأتي سهامُ الحبِّ نعرفْ

فنرى قلبًا نزَفْ

إنها روحُ التصوف

حينَ يصرُخْ ..

كلُّ محبوبٍ يُنادي

يا إلهي إن محبوبي عرَفْ

.