إن غبتَ – صباح الحكيم

إن غبت عني سيدي

من ذا سيسقيني الحنين

من ذا يلون زهرة الحب التي

كنا زرعناها سويا في دروب العاشقين

من ذا يعطر غربتي

و يراقص الأضواء في ليلي الشجي

لا تبتعد .. فالروح بعدك تنطفيء

و يموت قلبي في الغياب

آهٍ من الأوجاع تخدش مهجتي

و تقلب الأفراح في درب السنين

و يغيب عن عيني السناء

أرجوك عني لا تغب

كي لا يموت القلب في بحر الظلام

و يصير موالي كئيب

في الرف يركن مجهدا فيه الغناء

خذ يا حبيبي ما تبقى من فؤادي

و أقترب مني لحيظات لأروي ناظري

العمر يمضي و الفراغ المر يجهش بالبكاء

كم بت أسهر في شبابيك الفضاء

في ركننا المعهود بالدفء الظليل

يا كم حضنت به تراتيل الهوى

و عبير أنفاس الزهور

وحدي على ضوء الشموع

و الليل يحكي قصتي

و النجم يذوي في انطفاء

ها هي ذي الأزهار تبكي في ذهول

و البعد أتعب وحشتي

أواه و الأشواق تأسرني إلى تلك العيون

و الحزن في صدري غزير

يا ويح قلبي لو نسيت

و رحلت عن أرض (الصباح)

سأموت في حزني و تصهرني الشجون