إلى متى منكمُ هجري وإقصائي – عبدالجبار بن حمديس
إلى متى منكمُ هجري وإقصائي … ويلي وجدتُ أحِبّائِي كأعْدائِي
هُمْ أظمأُونِي إلى ماءِ اللّمى ظمأً … ترحلَ الريّ بي منهُ عنِ الماء
وخالفونيَ فيما كنتُ آملهُ … منهمْ وربّ دواءٍ عادَ كالداءِ
أعيا عليّ، وعذري لا خفاءَ به، … رياضة ُ الصعب من أخلاقٍ عذراء
يا هذه، هذه عيني التي نظرتْ … تبلّ بالدمعْ إصباحي وإمسائي
من مقلتيك كساني ناظري سَقَماً … فما لجسميَ فيءٌ بينَ أفياء
وكل جَدبٍ له الأنواءُ ماحية ٌ … وجدبُ جسمي لا تمحوه أنوائي
إني لجمرُ وفاءٍ يُسْتَضَاءُ بِهِ … وأنتِ بالغدر تختارين إطفائي
حاشاكِ مما اقتضاه الذمّ في مثلٍ … قد عاد بعد صناع نقض خرقاء
ما في عتابك من عتبى فأرقبها … هل يستدلّ على سلمٍ بهيجاء
ولا لوعدكِ إنجازٌ أفوزُ بِهِ … وكيف يُرْوي غلِيلاً آلُ بيداءِ
مُؤْنِبِي في رصينِ الحلم حين هَفَا … لم يهتف حلمي إلا عند هيفاء
دع حيلة البرءِ في تبريج ذي سَقَمٍ … إن المشارَ إليه ريقٌ لمياءِ
مضنى يردّ سلامَ العائداتِ له … مثلَ الغريق إذا صلّى بإيماء
كأنَّهُ حينَ يستَشفِي بغانية ٍ … غيرِ البخيلة يَرْمِي الداءَ بالداءِ
ما في الكواكب من شمس الضحى عوضٌ … ولا لأسماءَ في أترابِ أسماءِ