أَتاني كِتابٌ مِنْكِ فِيهِ تَعَتُّبٌ – عمر ابن أبي ربيعة

أَتاني كِتابٌ مِنْكِ فِيهِ تَعَتُّبٌ … عَليَّ وإسْراعٌ، هُدِيتِ إلى عَذْلي

فَعَزَّيْتُ نَفْسي ثُمَّ مَالَ بيَ الهَوَى … وقبليَ قادَ الحبُّ من كان ذا تبلِ

فَقُلْتُ: إذا كَافَأْتُ مَنْ هُو مُذْنِبٌ … مُسيءٌ، بِما أَسْدَى إلَيَّ، فَما فَضْلي؟

لَمْ أَرْتَجي حِلْمي إذا أَنا لَمْ أَعُدْ … عليكِ، ولم يجمعْ لجهلكمُ جهلي

فلا تقتليني، إنْ رأيتِ صبابتي … إلَيْكِ، فإنّي لا يَحِلُّ لَكُمْ قَتْلي

وقلتُ لها: واللهِ، ما زلتُ طائعاً … لكم، سامعاً في رجعِ قولٍ وفي فعل

فَمَا أَنْسَ مِنْ وُدٍّ تَقَادَمَ عَهْدُهُ … فلستُ بناسٍ، ما هدتْ قدمي نعلي

عشية َ قالتْ، والدموعُ بعينها: … هنيئاً لقلبٍ، عنكَ لم يسلهِ مسلي

لَقَدْ كَانَ في إقْرَاضِكَ الوُدَّ غَيْرَنا … وفعلكَ ناهٍ لي، لوَ انّ معي عقلي

فهذا الذي في غيرِ ذنبٍ علمته … صَنِيعُكَ بي حَتَّى كَأَنِّي أَخو ذَحْل

هلِ الصرمُ إلا مسلمي، إن صرم … تني، إلى سقمٍ ما عشتُ أو بالغٌ قتلي

ساملكُ نفسي ما استطعتُ، فإن تصل … أصلك، وإن تصرم حبالك من حبلي

أَكُنْ كَکلَّذي أَسْدَى إلَى غَيْرِ شَاكِرٍ … يَداً لَمْ يُثِبْ فيها بِحَمْدٍ وَلاَ بَذْلِ