أيا من وجههُ قمرُ – أبو الفضل بن الأحنف
أيا من وجههُ قمرُ … ويا من قلبهُ حجرُ
ويا مَنْ جَلَّ في عَيني … وما لي عِندَهُ خَطَرُ
ويا من ليسَ في الدُّنيا … لنفسي غيرَهُ وطَرُ
أغَرَّكِ أنّ حُبّكِ في … صَميمِ القَلبِ يَستَعِرُ
بسلطانٍ على جِسمي … فما يُبقي ولا يذرُ
وَ أنّكِ كلّما أذنبـ … ـتِ جِئتُ إلَيكِ أعتَذِرُ
وأنتِ الدّهرَ جائرَة ٌ … وما أقَوى فأنتَصِرُ
وما يُدريكِ، والأيّا … مُ في تصريفها عِبرُ
لَعَلّكِ تُبْتَلَينَ بما ابـ … ـتُليتُ به وأزْدَجِرُ
إذا ما رُمتُ هَجرَكُمُ … يكادُ القلبُ ينفطرُ
أمَا والله لَوْ أنّي … على الهِجرانِ أصطَبِرُ
إذاً لأرَحْتُ عَيناً قَدْ … أطالَ عذابها السّهرُ
ألا يا جاهِلاً بالحُـ … بّ سلْني عندِيَ الخبرُ
فإنّ مَذاقَهُ مُرٌّ … وَمَشرَب صَفوِهِ الكَدَرُ
نهاري كلُّهُ عِبرٌ … وليلي كلُّهُ سهرُ
جَفُوني ماؤها دِرَرٌ … وقلبي حشْوهُ فِكرُ
وكان بليَّة ً أنّي … نظرتُ فشامني النّظرُ