أيا زِهرَ المَلاحَة ِ والجَمَالِ – أبو الفضل بن الأحنف

أيا زِهرَ المَلاحَة ِ والجَمَالِ … فؤادكِ من سقامِ الحبّ خالِ

ولم أرَ مثل من يشكو هواهُ … إلى من لا يرقّ ولا يبالي

رَأيْتُكِ تَهتَدين إلى عَذابي … كأنّكِ تحتذين على مثالِ

أما كان النّساءُ علمن قبلي … وقبلكِ كيف تعذيبُ الرّجالِ

بَلَى لكِنّهُنّ رَأينَ رَأياً … ترين خلافه في كل حالِ

وأنتِ كأنّ قلبَكِ حين أشكُو … براه اللهُ من صمّ الجبالِ

ولا وأبيكِ ما انبسطت يميني … بفاحشَة ٍ إلَيكِ وَلا شِمالي

فَيا مَن لا تَحِنُّ إلى وِصَالي … وإن طالَ اجتِنابي واعتِزَالي

بدا لي أن أعُودَ إلى التّصَابي … فلَيتَكِ قد بَدا لكِ ما بَدا لي

أمرُّ على منازل أنتِ فيها … لأصرِفَ عنكِ طَرْفاً غيرَ قالِ

وإن حدّثتُ عنكِ راى جليسي … كأنّي معرضٌ لهواكِ سالِ

إذا خُفْنا بُغاة َ النّاسِ كنّا … على حالِ الصّريمة ِ والتّقالي

وإن غفلتْ عيونهمُ رجعنا … لأحسن ما يكونُ من الوصالِ