أيا بن المُعَلَّى ولا تكن – ابن الرومي

أيا بن المُعَلَّى ولا تكن … حريصاً على تضييعكَ اسمَ أبيكا

وصدّقْ أناساً فضَّلوك فأطنبوا … وكذّب من الحُسّادِ مُنْتقِصيكا

منحتُكَ مصباحاً فأعشاك ضوؤُهُ … وقد كان ظَنّي أنه سَيُريكا

جعلتك في حظٍّ شريكاً فخنتني … ولو شئتُ لم أجعلكَ فيه شريكا

أمن حُبّك الأدابَ خالفتَ حُكمَها … فخُنتَ بظهر الغيبِ مؤتمنيكا

نسختَ كتابي ثم كافأتَ نَسْخَهُ … بتضييعهِ أخلفتَ ظَنّي فيكا

فقلتُ أعِرني مانسختَ أردُّه … على إثْر نَسْخَيْهِ فلم تَرتيكا

فقلتُ فكلِّف مَنْ رأيتَ انتساخَهُ … فماطَلْتني حَولاً بذاك دكيكا

أفِقْ أيها النَّشْوانُ قبل ملامة ٍ … تُعضُّك أطرافَ البنانِ وشيكا

أيرضى مُعيرٌ من كتابٍ بنسخِه … وتأبى عليه ذاك جُرتَ مليكا

فلا تَكُ إما خائناً أو مُضيّعاً … ولكنْ أميناً حافظاً كذويكا

ووكّلْ يديك السمْحتين بحاجتي … وهَبْ لي يوماً من شهورِ سنيكا

وقِسْ راحة ً تجني عليك مسبَّة ً … بمَتْعَبة ِ تَحْميكَها وتقيكا

أخوكَ فلا تجعلْهُ ضدَّك والتمسْ … لضدّك ما يُلفَى له كأخيكا