أهلا بيوم جرى بالسعد طائره – محمد حسن أبو المحاسن
أهلا بيوم جرى بالسعد طائره … واسفرت بالمنى منه بشائره
نالت به الملة الغراء ما طلبت … فكل حرّ اريب قرّ ناظره
نالت بعاشر تموز مطالبها … الا فبورك من تموز عاشره
شموس عدل تجلت فيه صادعة … ليلا من الجور اردتنا دياجره
يوم غدا في جبين الدهر غرته … فالدهر طلق منير الوجه زاهره
يوم به نهض الإسلام واتحدت … شعوبه وصفت طبعا عناصره
يوم به ورد الاحرار عن ظمأ … وردا من الرشد قد طابت مصادره
اراك تجحد عن علم لنا شرفا … طلاع عينك في الدنيا مآثره
أوج الرّقي قديماً كان منزلنا … وربّ منزل أنس حن ذاكره
قد كان في الفلك الأعلى لنا وطن … تحكى مساعينا فيه زواهره
نحن الأولى استنزلوا بالسيف قيصركم … عن عرشه فانثنى والسيف قاهره
وسوف تعلم ما تيار عزمتنا … إذا تلاطم بالأمواج زاهره
وأنت يا عاذلي في حب آنسة … هذا هوى لك لا تبدو سرائره
خانتك عينك في معنى محاسنها … فلمت صبّاً سليم اللب عاذره
حرية لبست ثوب العفاف فما … غير العفيف لها خل تسامره
غيداء قد صانها القانون عن دنس … من يضمر السوء فالقانون زاجره
هبّت صبا البشر غب القطر نافحة … من روض نعماء قد رفت ازاهره
فقام يسعى بكأس الراح مدهقة … ساق اغن غضيض الطرف فاتره
قيد النواظر قدّ منه معتدل … إذا تثنى بوشي الحسن ناضره
يعطو بجيد ويرنو عن لواحظه … فقل برمل الحمى عنت جآذره
يا منية النفس قد طال الصدود فصل … قد آن ان يصل المهجور هاجره
واعدل بنا يا مليك الحسن في زمن … يذم فيه خلال الذم جاره
عصر العدالة زانته محاسنه … كأنه الجيد زانته جواهره
عصر به قد سما أوج العلى ملك … اغرّ مسبغ ظل العدل ناشره
محمد الخامس المسعود طالعه … اضحى به الملك معموراً دوائره
ملك به اعتضد الإسلام وانتصرت … احرار ايران فالأسلام شاكره
مؤيد العزم منصور اللواء إذا … رام العدو فان الله ناصره
راعتهم سطوة من باسل صدعت … قلب العدو على بعد زماجره
لو لم يدينوا لماضي الحكم غالهم … يوم يسد الفضا حشدا عساكره
شعارهم عز دين الله فهو لهم … شعار فتح فكم دارت دوائره
فلتهنأ الملة العلياء بهجتها … ونورها بسرور دام وافره
واهنأ أبا أحمد فالبشر مقتبل … والعيش مكتمل تزهو دساكره
في مثل مجدك درّ الحمد منتظم … يرتاح ناظمه شوقاً وناثره
ان يذخر الوفر قوم لاخلاق لهم … فالحمد خير نفيس أنت ذاخره
إذا استهل ندى كفيك في بلد … اغنى ثرى الأرض ان تهمى مواطره
وأنت من دوحة العلياء فرع علا … نظير أوله في المجد آخره
من طيب ذكرك في النادي يفوح شذى … كما سرى من نسيم الروض عاطره
جلا الظلام ضياء أنت موقده … في جنح ليل ينال البشر ساهره
كأن زهر الدراري في الثرى نزلت … ووجهك البدر باهي النور باهره
كأن غرّ السجايا منك قد سطعت … نوراً يرد كليل الطرف ناظره
بقيت في نعمة غرّاء مونقد … تبقى وعيش يروق العين زاهره