أنجوم أفق أم نجوم خميلة – محمد حسن أبو المحاسن

أنجوم أفق أم نجوم خميلة … قد ازهرت للمجتنى والمجتلي

أم خرد هيف المعاطف قلدّت … بفريد درّ بالجمان مفصل

وسلافة حمراء يسطع نورها … في كف مصقول السوالف اكحل

يسقى الندامى راح ريق سلسل … فهم نشاوى بالرحيق السلسل

ويهز عسّال المعاطف باسماً … عن اشنب حلو الرّضاب معسّل

أم نثر منتظم قديم فخاره … بحديث فخر في الأنام مسلسل

حبر يمدّ البحر زاخر فضله … فله عليه منة المتفضل

الماجد الحسب الرضا نجل الحسين … سليل باقر علمها المتطول

ومسلسل الآباء يهتف علمهم … يا طالباً خبر العوالم سل سل

متفرّد جمع الفضائل فاهتدت … منه الأفاضل بالفريد الأفضل

وافى بها غررا تلوح كانها … زهر تضيئ بجنح ليل اليل

نسقت فرائدها بعقد نوادر … حلت من الآداب كل معطل

سطعت نوافح مسكهن نوافحاً … في كل ناد في البلاد ومحفل

في مثل طيب الروض باكره الندى … وسرت بليلا فيه ريح الشمأل

وسم القريض محاسناً يزهو بها … زهو الرّياض بزهرها المستقبل

ونضا على أهل العمود حسامه … فهوى عمودهم بضربة فيصل

ولقد أقول الحق غير مراقب … أحداً وقول الحق أمنع معقل

إن البديع محسّن ما لم يكن … بتكلف وتعسف وتوغل

فمن البديع منمق لفظاً بلا … معنى وذلك شرّ داء معضل

مثل السّراب معلل بشرابه … ظمأ بغير الرى لم يتعلل

لا ينفع السيف الأنيث غراره … ما أرهفت منه بنان الصيق

وعلى القديم ملاحة وطلاوة … غذيت نضارتها بأعذب منهل

والغانيات إذا تكامل حسنها … غنيت بحسن الحلى عن حسن الحلى

فاعشق إذا ما كنت صباً مغرماً … غيداء تخطر في الطراز الأول

ولرب موحشة توعرّ نهجها … فتعثرّ الساري بصم الجندل

وتعقدّ جمع المصاقع حله … فتفرقوا عنه بغير تعقل

بسؤال رسم دارس متغيرّ … أو وصف علبة أمون عندل

والمحدثون لهم فضائل جمة … ومحاسن معروفة لم تجهل

ولطائف وظرائف وطرائف … فاقت برائق حسنها المستكمل

فتخيرّ المعنى البديع وصغ له … اللفظ الفصيح الرائق الحسن الجلي

متتبعاً نهج الرضا ان الرضا … نعم الدليل لحائر ومضلل

سلك المحجة موضحاً ومبيناً … للمهتدي سنن الطريق الأمثل