أمْطَتكَ همّتك العزيمة فاركبِ – عبدالجبار بن حمديس

أمْطَتكَ همّتك العزيمة فاركبِ … لا تُلقينّ عصاكَ دونَ المَطلبِ

ما بالُ ذي النظرِ الصحيح تقلّبتْ … في عينه الدنْيا ولم يَتَقلّبِ

فاطوِ العجاجَ بكلّ يعمُلة ٍ لها … عومُ السفينة ِ في سرابِ السبْسبِ

شرّقْ لتجلو عن ضيائك ظلمة ً … فالشمسُ يَمْرَضُ نورُها بالمغرب

والماءُ يأجن في القرارة ِ راكداً … فإذا عَلتكَ قذاتهُ فتسرّبِ

طالَ التغرّبُ في بلادٍ خُصّصَتْ … بوخامة ِ المرعى وَطَرْقِ المشرب

فطويتُ أحشائي على الألم الّذي … لم يشفه إلاَّ وجودُ المذهب

إنّ الخطوبَ طَرَقْنَني في جنّة … أخْرَجْنَنِي منها خروجَ المذنب

من سالمَ الضعفاءَ راموا حربهُ … فالبسْ لكلّ الناسِ شِكّة َ محْرَبِ

كلٌّ لأشراكِ التحيّلِ ناصِبٌ … فاخلبْ بني دنياك إن لم تغلبِ

من كلّ مركومِ الجهالة ِ مُبْهمٍ … فكأنَّما هوَ قطعة ٌ من غَيْهبِ

لا يكذبُ الانسانَ رائدُ عَقلهِ … فامْرُرْ تُمَجّ وكنْ عذوباً تُشْربِ

ولربّ محتقرٍ تركتُ جوابَهُ … والليثُ يأنف عن جواب الثعلب

لا تحسبنّي في الرجال بُغاثَة ً … إني لأقعَصُ كلّ لقوة ِ مرقبِ

أصبحتُ مثلَ السيفِ أبلى غمدهُ … طولُ اعتقالِ نجاده بالمنكب

إن يعلُهُ صدأ فكمْ من صَفحة ٍ … مصقولة ٍ للماء تحت الطُّحلبِ

كم من قوافٍ كالشوارد صِرتُها … عن مثلِ جَرْجرَة ِ الفنيق المُصْعَبِ

ودقائقٍ بالفكر قد نظّمتُها … ولو انّهُنّ لآلىء ٌ لم تُثقبِ

وصلتْ يدي بالطبع فهو عقيدُها … فقليلُ إجازي كثيرُ المُسْهبِ

نفثَ البديعُ بسحره في مقوَلي … فنَطَقْتُ بالجاديّ والمتذهّبِ

لوْ أننا طيرٌ لقيلَ لخيرنا … غرّدْ وقيلَ لشرّنا لا تنعبِ

وإذا اعتقدتَ العدلَ ثم وزنتنِي … رَجَحتْ حصاتي في القريض بكبكبِ

إني لأغمدُ من لساني مُنْصلاً … لو شئتُ صمّمَ وهو دامي المضرب