أما في هذه الدنيا كريم – المتنبي

أمَا في هَذِهِ الدّنْيَا كَرِيمُ … تَزُولُ بِهِ عنِ القَلبِ الهُمومُ

أمَا في هَذِهِ الدّنْيَا مَكَانٌ … يُسَرّ بأهْلِهِ الجارُ المُقيمُ

تَشَابَهَتِ البَهَائِمُ وَالعِبِدّى … عَلَيْنَا وَالمَوَالي وَالصّميمُ

وَمَا أدري إذَا داءٌ حَديثٌ … أصَابَ النّاسَ أمْ داءٌ قَديمُ

حَصَلتُ بأرْضِ مِصرَ على عَبيدٍ … كَأنّ الحُرّ بَينَهُمُ يَتيمُ

كَأنّ الأسْوَدَ اللابيّ فيهِمْ … غُرَابٌ حَوْلَهُ رَخَمٌ وَبُومُ

أخَذْتُ بمَدْحِهِ فَرَأيْتُ لَهْواً … مَقَالي لِلأُحَيْمِقِ يا حَليمُ

وَلمّا أنْ هَجَوْتُ رَأيْتُ عِيّاً … مَقَاليَ لابنِ آوَى يا لَئِيمُ

فَهَلْ مِنْ عاذِرٍ في ذا وَفي ذا … فَمَدْفُوعٌ إلى السّقَمِ السّقيمُ

إذا أتَتِ الإسَاءَةُ مِنْ وَضِيعٍ … وَلم ألُمِ المُسِيءَ فَمَنْ ألُومُ