ألم ترَ أن الله أبلى رسوله – علي بن أبي طالب
ألم ترَ أن الله أبلى رسوله … بلاء عزيز ذي اقتدارٍ وذي فضل
بما أنزل الكفار دار مذلة ٍ … فَذَاقُوا هَوَانا مِنْ إِسَارٍ ومِنْ قَتْلِ
وأمسى رسول الله قد عزَّ نصره … وكان رَسُولُ اللِه أُرْسِلَ بالعَدْلِ
فَجَاءَ بِفُرْقَانٍ مِنَ اللَّهِ مُنْزَلٍ … مُبَيَّنَة ٌ آياتُهُ لِذَوِي العَقْلِ
فَآمَنَ أَقْوَامٌ بذاك وأَيقنوا … وَأَمْسَوا بِحَمْدِ اللِه مُجَتَمِعي الشَّمْلِ
وأنكر أقوامٌ فزاغت قلوبهم … فَزَادَهُمُ ذو العَرْشِ خَبْلاً على خَبْلِ
وَأَمْكَنَ مِنْهُمْ يَوْمَ بَدْرٍ رَسُولَهُ … وقوما غِضَابا فِعْلُهُمْ أَحْسَنُ الفِعْلِ
بأيديهم بيضٌ خفاف قواطعٌ … وَقَدْ حَادَثُوها بِالجَلاَءِ وَبالصَّقْلِ
فَكَمْ تَرَكُوا مِنْ ناشىء ٍ ذِي حَمِيَّة ٍ … صَريعا وَمِنْ ذِي نَجْدَة ٍ مِنْهُمُ كَهْلِ
تَبِيْتُ عُيُونُ النَّائِحات عَلَيْهِمُ … تحود بأسباب الرشاش وبالويل
نوائح تنعى عتبة الغيِّ وابنه … وشيبة تنعاه وتنعي أبا جهل
وذا الذَّحْلِ تَنْعَى وَابْنَ جَذْعَانَ مِنْهُمُ … مسلبة حرى مبينة الثكل
ثوَى مِنْهُمُ في بِئْرِ بَدْرٍ عِصَابَة ٌ … ذَوُو نَجَدَاتٍ في الحُرُوْبِ وفي المَحْلِ
دعا الغيَّ منهم من دعا فأجابه … وللغَيِّ أَسْبَابٌ مُقَطَّعَة ُ الوَصْلِ
فأضحوا لدى دار الجحيم بمنزلٍ … عَنِ البَغْيِ والعُدْوَانِ في أَشْغَلِ الشُّغْلِ