ألا هل إلى طول الحياة سبيل – علي بن أبي طالب

ألا هل إلى طول الحياة سبيل … وأنى وهذا الموت ليس يحول

وإني وإن أصبحت بالموت موقنا … فلي أمل من دون ذاك طويل

وللدهر ألوان تروح وتغتدي … وإن نفوسا بينهن تسيل

ومنزل حق لا معرج دونه … لكل امرئ منها إليه سبيل

قطعت بأيام التعزز ذكره … وكل عزيز ما هناك ذليل

أرى علل الدنيا علي كثيرة … وصاحبها حتى الممات عليل

وإني لمشتاق إلى من احبه … فهل لي إلى من قد هويت سبيل

وإني وإن شطت بي الدار نازحا … وقد مات قبلي بالفراق جميل

فقد قال في الامثال في البين قائل … أضربه يوم الفراق رحيل

لكل اجتماع من خليلين فرقة … وكل الذي دون الفراق قليل

وإن افتقادي فاطما بعد أحمد … دليل على أن لايدوم خليل

وكيف هناك العيش من بعد فقدهم … لعمرك شئ ما إليه سبيل

سيعرض عن ذكري وتنسى مودتي … ويظهر بعدي للخليل عديل

وليس خليلي بالملول ولا الذي … إذا غبت يرضاه سواي بديل

ولكن خليلي من يدوم وصاله … ويحفظ سري قلبه ودخيل

إذا انقطعت يوما من العيش مدتي … فان بكاء الباكيات قليل

يريد الفتى أن لايموت حبيبه … وليس إلى ما يبتغيه سبيل

وليس جليلا رزء مال وفقده … ولكن رزء الاكرمين جليل

لذلك جنبي لا يؤاتيه مضجع … وفي القلب من حر الفراق غليل