ألا من لقلبٍ لا يمَلّ فيَذهَلُ، – جميل بثينة

ألا من لقلبٍ لا يمَلّ فيَذهَلُ، … أفقْ، فالتعزي عن بثينة َ، أجملُ

سلا كلٌّ ذي ودٍ، علمتُ مكانهّ، … وأنتَ بها حتى المماتِ موكلُ

فما هكذا أحببتَ من كان قبلها، … ولا هكذا، فيما مضى ، كنتَ تفعلُ

أعن ظُعُنِ الحيِّ الأُلى كنتَ تسألُ، … بليلٍ، فردوا عيرهمَ، وتحملوا

فأمسوا وهم أهلُ الديار، وأصبحوا، … ومن أهلِها الغِربانُ بالدارِ تَحجِل

على حين ولّى الأمرُ عنّا، وأسمَحتْ … عصا البينِ، وانبتّ الرجاءُ المؤمَّل

وقد أبقت الأيامُ منيّ، على العدى ، … حُساماً، إذا مسَّ الضريبة َ، يَفصِل

ولستُ كمن إن سِيمَ ضَيماً أطاعَهُ، … ولا كامرىء ٍ، إن عضّهُ الدهرُ يَنكُل

لعمري، لقد أبدى ليَ البينُ صَفحَهُ، … وبيّنَ لي ما شئت، لو كنتُ أعقِل

وآخرُ عهدي، من بثينَة نظرة ٌ، … على مَوقِفٍ، كادت من البَينِ تقتلُ

فللهِ عينا من رأى مثل حاجة ٍ، … كتَمتُكِها، والنفسُ منها تَمَلمَلُ

وإني لأستبكي، إذا ذُكِر الهوى ، … إليكِ، وإني، من هواكِ، لأوجِل

نظرتُ ببِشرٍ نظرة ً ظَلْتُ أمْتري … بها عَبرة ً، والعينُ بالدمعِ تُكحَل

إذا ما كَررتُ الطرفَ نحوكِ ردّه، … من البُعدِ، فيّاضٌ من الدمعِ يَهمِل

فيا قلبُ، دع ذكرى بثينة َ إنها، … وإن كنتَ تهواها، تَضَنّ وتَبخَل

قناة ٌ من المُرّان ما فوقَ حَقْوِها، … وما تحتَه منها نَقاً يَتهيّل

وقد أيأستْ من نيلها، وتجهمتْ، … ولَليأسُ، إن لم يُقدَر النّيْلُ، أمثَل

وإلاّ فسلها نائلاً قبلَ بينها، … وأبخِلْ بها مسؤولة ً حين تُسأل

وكيف تُرجّي وصلَها، بعد بُعدِها، … وقد جذُّ حبلُ الوصلِ ممن تؤملُ

وإنّ التي أحببتَ قد حِيلَ دونَها، … فكن حازماً، والحازِمُ المُتحوِّل

ففي اليأسِ ما يُسلي، وفي الناس خُلّة ٌ، … وفي الأرضِ، عمنّ لا يؤاتيكَ، معزلُ

بدا كلفٌ مني بها، فتثاقلت، … وما لا يُرى من غائبِ الوجدِ أفضَل

هبيني بريئاً نلتهُ بظلامة ٍ، … عفاها لكمُ، أو مذنباً يتنصلُ