ألاَ “يا صنمَ” الأز – بشار بن برد
ألاَ “يا صنمَ” الأز … د الذي يدعونهُ ربَّا
سُّقيتَ الْعَذْبَ منْ وِدِّي … وإِنْ لمْ تسْقني عَذْبَا
أراني بكَ مكروباً … ولا تكشفُ لي كربا
ألا ترْزُقُني منْكَ … سلوَّ القلب أوْ قربا
فإنَّ الشَّوْق يدْعُوني … وإِنِّي ميِّتٌ حُبَّا
إذا ما ذكرتكَ العينُ … لمْ تَمْلِكْ لها غَرْباَ
كأنِّي بكَ مطبوبٌ … وما أحْدثْتَ لي طَبَّا
ولكنْ حبُّكَ الدَّا … خلُ في الأحشاء قدْ دبَّا
أفي شَوْقٍ تُرَى جِسْمِي … صببتَ الهمَّ لي صبَّا
وهبني كنتُ أذنبتُ … أمَا تغفرُ لي ذنبا
تركتَ القلبَ قدْ ماتَ … وما أبقيتَ لي لبَّا
أبِيتُ اللَّيْلَ مَحْزُوناً … وأغدو هائماً صبَّا
كَذي الْوَسْوَاس لاَ يُعْـ … تِبُ مَنْ عَاتَبَ أوْ سَبَّا
وَطِفْلُ الْحُبِّ أَضْنَاني … فويلٌ لي إذا شبَّا
فإنِّي ليسَ لي قلبٌ … وَإِنْ كُنْتَ تَرَى قَلْبا
كذا نمسي وما يمسي … لَنَا سلْماً وَلاَ حَرْبا
فَحَدِّثْني بِمَا أدْعُو … كَ طولَ اللَّيل منكبَّا
أتشفيني منَ الأسقا … مِ أمْ توردني نحبا
فإن الموتَ قدْ طابَ … لمَنْ أوْرَدْتَهُ جَدْبَا
يلبِّي قِبلة َ “الأزد” … وَلَوْلاَ أَنْتَ مَا لَبَّى