أفيكمْ فتى حيُّ فيخبرني عني – أبو تمام
أفيكمْ فتى حيُّ فيخبرني عني … بِما شَرِبَتْ مِشْروبَة ُ الرَّاحِ مِنْ ذِهْني
غدتْ وهيَ أولى من فؤادي بعزمتي … ورحتُ بما في الدنِّ أولى من الدنِّ
هي عزمة ٌ كالسيفِ إلا أنها … جعلتْ لأسبابِ الزمانِ قضوبا
لقدْ تركتني كأسها وحقيقتي … محالٌ وحقٌّ من فعاليَ كالظنِّ
هي اختدعتني والغمامُ ولم أكنْ … بأَوَّلَ مَنْ أَهدَى التَّغَافُلَ لِلدَّجْنِ
إذا اشتَعَلَتْ في الطّاسِ والكاسِ نارُها … صليتُ بها منْ راحتي ناعمٍ لدنِ
قرينُ الصبا في وجنتيهِ ملاحة ٌ … ذَكَرْتُ بها أَيَّامَ يُوسُفَ في الحُسْنِ
إذا نحنُ أومأنا إليهِ أدارها … سُلافاً كماءِ الجَفْنِ وَهْيَ مِنَ الجِفْنِ
تقلبُ روحَ المرءِ في كلِّ وجهة ٍ … وتَدْخُلُ مِنْهُ حيثُ شاءَت بلا إِذنِ
ومسمعنا طفلُ الأناملِ عندَه … لنا كلُّ نوعٍ من قرى العينِ والأذنِ
لنا وَتَرٌ منه إذا ما استَحثَّه … فَصيحٌ ولَحْنٌ في أَمانٍ مِنَ اللَّحْنِ
وفي روضة ٍ نبتية ً صبغتْ لها … جَدَاوِلَها أَنْوَارُها صِبْغَة َ الدُّهْنِ
ظَلِلْنَا بها في جَنَّة ٍ غَابَ نَحْسُها … تذكرنا جناتُها جنة َ العدنِ
نَعِمْنَا بِها في بَيْتِ أَرْوَعَ ماجدٍ … مِنَ القَوْمِ آب لِلدَّناءَة ِ والأَفْنِ
فتى ً شقَّ من عود المحامدِ عودُه … كما اشتقَّ له اسماً منَ الحسنِ
كلمات: سفر
ألحان: فيصل الخميس