أغيرك يرجى لخطب نزل – الهبل

أغيرك يرجى لخطب نزل … فتزجى إليه ركاب الأمل

لقد فاز من كان في أمره … على ربه وعليك اتكل

فكم من شدائد لو لم تكن … لتفريجها أبدا ما حصل

حويت من المجد غاياته … وغيرك قصر عنها وكل

ورثت المكارم من قاسم … سميك والكرم أصل العسل

لنعم الفتى أنت إن حادث … ألم وإن ريب دهر أطل

نمتك جحاجح من هاشم … غدوا لوجوه المعالي مقل

كرام سموا في سماء العلى … لأبعد مرقي وأعلى محل

وشادوا المكارم حتى اغتدت … مكارمهم في البرايا مثل

فكم عالم منهم عامل … نبيل وكم من همام بطل

له المجد اتبع من ظله … فإن سار سار وإن حل حل

إذا حمل الطرس في كفه … أو الرمح تدعو العلى لا شلل

وأنت المجلي بميدانهم … وحائز ما فيهم عن كمل

وأطولهم في المعالي يدا … وأثبتهم تحت ظل الأسل

وإنك أنت الهمام الذي … تردى رداء العلى واشتمل

وإنك بدر الكمال الذي … أنار بآفاقه واكتمل

فأية عارفة لم تنل … وأية مكرمة لم تنل

إليك ضياء الهدى أشتكي … هموما أقمن وصبرا رحل

ودينا عدا صرت من أجله … على وجل من هجوم الأجل

وأحداث دهر أرتني مشيب رأسي وصبغ الصبا ما نصل … …

وكم لي من علة لم أبل … منها ومن غلة لم تبل

ومن شغل منعتني الكرى … وما شغل القلب إلا شعل

وذاك لعمري دأب الزمان فكم مثلها مع مثلي فعل … …

فحتى متى طرفه ما غفا … وحتى متى صرفه ما غفل

فهل يغلط الدهر لي مرة … بعطف وهل نافعي قول هل

ويا بعد ما رمت من عطفه … متى حال عن حاله وانتقل

لقد سمته الضد من طبعه … وكيف ينيل الشفا من أعل

وهل أنا إلا كمن يبتغي … من العلقم المر طعم العسل

ولكن بسعيك يا بن النبي ينال المؤمل أقصى الأمل … …

وأنت الخبير بحالي وعن … زيادة نقصانها لا تسل

أأشرح حالي وأنت الذي … لديك تفاصيلها والجمل

وقد رق لي زمني برهة … وكاد ولكنه ما فعل

وبوأني عند شمس الهدى … محلا تقاصر عنه زحل

وكنت رفلت بنعمائه … حسان المطارف فيمن رفل

فأحزن دهري ما نلته … فعاد لتلك الخلال الأول

ولما تخوفت ما قد علمت … تقنعت عن بحره بالوشل

فكن أنت يا مالكي شافعي إلى من لهام السماك انتعل … …

ومن بمآثره الصالحات … تزهى العلي وتزان الدول

إمام الزمان قرين القران … أمان الأنام إذا الخطب جل

وإن أنا ثقلت في مطلبي … فمثلك من للصديق احتمل

بقيت لنا ما شرى بارق … وما سار ذكرك فينا مثل