أغضُّ جماحَ الوجدِ بينَ الجوانحِ – الأبيوردي

أغضُّ جماحَ الوجدِ بينَ الجوانحِ … بِدَمْعٍ مِنَ العيْنِ الطَّليحَة ِ سافِحِ

وإنْ هبَّ علويُّ الرِّياحِ تطلَّعتْ … نوازعُ منْ شوقٍ على الصَّبِّ جامحِ

كَأَنَّ الْتِوائي مِنْ جَوى ً وصَبَابَة ٍ … ترنُّحُ نشوانٍ منَ السُّكرِ طافحِ

حننتُ إلى وادي الغضى سقيَ الغضى … حيا كلِّ غادٍ منْ سحابٍ ورائحِ

أكرُّ إليهِ نظرة ً بعدَ نظرة ٍ … بطرفٍ إلى نجدٍ على النّأي طامحِ

ولمّا جزعنا الرَّملَ قال لنا السُّرى … ألا رفِّهوا عنْ ساهماتٍ طلائحِ

فنمنا غشاشاً ثمَّ ثرنا منَ الكرى … إلى كُلِّ نِضْوٍ لاغِب الصَّوْتِ رازِحِ

وَقَوَّمتُ مِنْ أَعْناقِها عَنْ ضَلالِها … بِأَرْجاءِ عُرْيانِ الطَّريقَة ِ واضِحِ

وقد كَلَّفَتْني دُلْجَة َ اللَّيلِ غادَة ٌ … شبيهة ُ خشفٍ يتبعُ الأمَّ راشحِ

وتوردني والشَّمسُ ذابَ لعابها … وقَائِعَ تَحْكيها مُتونُ الصَّفائِحِ

فَطَوْراً أَجوبُ الأرْضَ فوقَ مَطِيَّة ٍ … وَطَوْراً على ضافِي السَّبيبَة ِ سابِحِ

وأبكي بعينٍ يمتري عبراتها … تَبَسُّمُ بَرْقٍ آخِرَ اللَّيْلِ لائِحِ

وقَلْبي إذا ما عاوَدَ البُرءَ هاضَهُ … بُكاءُ حَمامٍ يَذْكُرُ الإلْفَ نائِحِ

وهيفاءَ نشوى اللَّحظِ والقدِّ والخطا … غذيَّة َ عيشٍ في الشَّبيبة ِ صالحِ

تَلَفَّتُ نَحْوي في ارتِقابٍ وَخيفة ٍ … تَلَفتُّ ظَبْيٍ في الصَّريمَة ِ سانِحِ

أصابتْ فؤادي إذ رمتني مشيفة ً … على طمحاتٍ منْ عيونٍ لوامحِ

وقد علمتْ أنَّ الرَّميَّ بقاؤهُ … قَليلٌ بِسَهْمٍ بينَ جَنْبَيْهِ جارِحِ