أعاني من بعادك ما أعاني – محمد حسن أبو المحاسن
أعاني من بعادك ما أعاني … فهل بعد التنائي من تداني
وليس يغيب شخصك عن ضميري … على بعد المنازل والمغاني
ولكن لا يبل غليل شوقي … إليك سوى مشاهدة العيان
ابيت مؤرقا ولي اشتياق … يكل بوصفه قلم البيان
واذكر سالفا من عهد أنس … بلغنا فيه غايات الأماني
وكنا منه في عيش رغيد … ترف به ازاهير الجنان
فعوداً يا ليالي الوصل عوداً … إلى صب بأسر الشوق عاني
إذا ذكر الحسين يكاد شوقا … يطير من الطفوف إلى المشان
اغر يشف عن خلق جميل … يماثله بأخلاق حسان
تجلى في سماء المجد بدراً … فأشرق من سناه النيران
له الشرف الاصيل وبيت مجد … بفرق النجم مضروب المباني
له القدح المعلى في المعالي … وفضل السبق في يوم الرهان
فريد الفضل ينظم في علاه … فريد الحمد تنظيم الجمان
به ابتهج الزمان وحاز فخرا … وحق بمثله فخر الزمان
اتاني يا بديع النظم شعر … حوت الفاظه غرر المعاني
وقد ضمنته سحرا حلالا … يهيم بحسنه الحسن بن هاني
فاجهدت المجاري والمباري … على ما نلت من عفو العنان
بقيت مخولا بنعيم عيش … انيق بالمسرة والتهاني