أشدة ٌ ، ما أراهُ منكَ ، أمْ كرمُ ‍ – أبو فراس الحمداني

أشدة ٌ ، ما أراهُ منكَ ، أمْ كرمُ ‍ … تجُودُ بالنّفسِ، وَالأرْوَاحِ تُصْطلمُ

يا باذِلَ النّفسِ وَالأموَالِ مُبتسِماً، … أما يهولكَ لا موتٌ ، ولا عدمُ؟

لقدْ ظننتكَ ، بينَ الجحفلينِ ، ترى … أنّ السّلامَة َ، من وَقعِ القَنَا، تَصِمُ

نشَدتُكَ الله، لا تَسمحْ بنفسِ عُلاً، … حَيَاة ُ صَاحِبِها تَحيا بِهَا الأمَمُ

هِيَ الشّجَاعَة ُ إلاّ أنّهَا سَرَفٌ، … وكلُّ فضلكَ لا قصدٌ ولا أممُ

إذا لَقيتَ رِقَاقَ البِيضِ، مِنفَرِداً، … تحتَ العَجاجَة ِ لمْ تُستَكْثرِ الخَدَمُ

تفدي بنفسكَ أقواماً صنعتهمُ … وكانَ حقهمُ أنْ يفتدوكَ همُ

وَمَنْ يُقَاتِلُ مَنْ تَلقى القِتالَ بِهِ، … وَلَيسَ يَفضُلُ عَنكَ الخَيلُ وَالبُهُمُ

تَضِنّ بالحَرْبِ عَنّا، ضَنّ ذي بخَلٍ، … ومنكَ ، في كلِ حالٍ ، يعرفُ الكرمُ ‍

لا تَبْخَلَنّ عَلى قَوْمٍ إذَا قُتِلُوا … أثْنَى عَلَيكَ بَنُو الهَيْجَاءِ، دُونَهمُ

ألبستَ ما لبسوا ، أركبتَ ما ركبوا … عرفتَ ما عرفوا ، علمتَ ما علموا

كما أريتَ ببيضٍ، أنتَ واهبها ، … على خُيولِكَ خاضُوا البحرَ وهوَ دَمُ

هُمُ الفَوَارِسُ، في أيّدِيهِمُ أسَلٌ، … فإنْ رأوكَ فأسدٌ ، والقنا أجمُ

قَالُوا المَسِيرُ فَهَزّ الرّمحُ عَامِلَهُ، … وَارْتَاحَ في جفنهِ الصّمصَامَة ُ الخَذِمُ

فطالبتني بما ساءَ العداة َ ، وقدْ … عودتها ما تشاءُ الذئبُ والرخمُ

حَقَّاً، لقد ساءني أمرٌ، ذُكِرْتُ لَهُ، … لَوْلا فِرَاقُكَ لمْ يُوجَدْ لَهُ ألَمُ

لا تشغلني بأمرِ ” الشامِ ” أحرسهُ … إنّ الشآمَ عَلى مَنْ حَلّهُ حَرَمُ

فَإنّ للثّغْرِ سُوراً مِنْ مَهَابَتِهِ، … صخورهُ منْ أعادي أهلهِ قممُ

لا يحرمني ” سيفُ الدينِ ” صحبتهُ … فَهْيَ الحَيَاة ُ التي تَحيَا بِهَا النَّسَمُ

و ماا عترضتُ عليهِ في أوامرهِ … لكنْ سألتُ ، ومنْ عاداتهِ ، نعمُ ‍