أرأيت ما فعلت بنا الصهباء – ابن القيسراني

أرأيت ما فعلت بنا الصهباء … من حيث تسبي العقل وهي سباء

جارت على الأعطاف حين جرت لها … جرى النسيم غصونه الندماء

بكر على قرع المزاج تبرجت … في الكأس فهي قريعة عذراء

نار يزيد الماء في إيقادها … أرأيت نارا يزدهيها الماء

ومن العجائب أن تروض أمة … قتلت وفيها بعد ذاك إباء

يحدو بها صخب المثاني كلما … غنى تثنت أيكة غناء

حسب الأماني موردا ومغردا … وهل المنى إلا غنى وغناء

ما لي وللأيام تخطب هدنتي … حتى كأن صروفها أكفاء

لا تستطيع يد تصد شكيمتي … عن شيمتي فلتجهد الأعداء

إني لذو لونين أحمد معشرا … وأذمهم ما أحسنوا وأساءوا

خلق سما خلق الأمير بفضله … والسيف فيه رونق ومضاء

متواضع في عزه لعفاته … إن التواضع في العلاء علاء

من معشر ذهبوا وأحيوا ذكرهم … من ……

المدركين من العدى ما أملوا … والآخذين من العلى ما شاءوا

يا ذا المناقب كلما اجتهد العدى … في كتمها نمت بها الآ لأء

عقد الرهان على لحاقك معشر … لا داحس فيهم ولا الغبراء

من ذا يحاول هدم أبنية العلى … سيما إذا كان الندى البناء

قد حلقت بك في المعالي همة … لا تستطيع تجوزها الجوزاء

فاسلم فإنك للمساعي غاية … وافخر فإنك للسماء سماء