أخفضا نوت فينا النوى ولعلها – ابن دارج القسطلي
أخفضا نوت فينا النوى ولعلها … أجد بها طول السرى فأملها
وحاش لأصداء الفلا أن تصدها … بنا أو أضاليل الدجى أن تضلها
وأحقر بهول البحر أن يستكفها … وأهون بغول القفر أن يستزلها
ولكن أيادي منذر نذرت بها … فكانت لنا منها قذى وشجالها
فحازت إلى عز الحياة رحالنا … وزمت على خزي المتالف وحلها
نحاها مقيل العاثرين بعثرة … لعا لي منها والنوى لا
فكم أقفرت منا محا وغربت … وجودا أجدت في الفؤاد
ويارب بلهاء الصبا عن جوى الهوى … لبست بها عيش الصبابة أبلها
كشفت لسهمي طرفها عن مقاتلي … مجن تقى لم يمنع النفس قتلها
وشككني وجدي بها وصبابتي … أنفسي لي إن أخطأ الحين أم
وحسبي بها عذلا على سلوة الهوى … وعذرا كفاني العاذلات وعندها
بقد إلى مستودع القلب قادها … ود على مستوطن النفس
وللخفر السحار في وجناتها … خواتيم لا يخفرن مني
وما حفرت بيض الصوارم والقنا … مجاسنها مما أصاب فأولها
قرية من بين تقسم طرقه … طوارق لا يلهين عن لهو من لها
علاقة حب شدما علقت بها … حبائل بين بت مني وصلها
وصفو هوى ما قرحتى هوت به … حوادث تفريق القلوب هوى لهاأ
فكنا لها نبلا أصابت بنا الصبا … وما عدلت عن رمي قلبي نبلها
جسوما أفلتها الرياح فلم تدع … لهن من الأرواح إلا أقلها
فائب وصاها الجديل وشدقم … بألا تمل الليل حتى يملها
تروحه من خلفة الفجر طرة … كمعترض الشقراء تنفض جلها
فكم حملت من حر قلب موله … يبلغ عنه النجم قلبا مولها
وكم ضم ذاك الليل من أم شادن … أضلته في جوف الفلا وأضلها
وقد بلغ الجهد القلوب حناجرا … تبشرها أن التناهي مدى لها
فرشكان منصور ما نصر الأسى … برد أقاصي الأرض نحوك سبلها
ونادى نداك الركب في كل بلدة … ألا بلغو هدي الركائب محلها
فلبتك من غور الجلاء أهلة … أهل بها مأواك حتى أهلها
كأنا نذرنا مطلع الشمس منزلا … ألية حلف كان وجهك حلها
فآويت فل النائبات وطالما … أبرت العدى قتلا وآويت فلها
وناديتها أهلا وسهلا ولم تزل … أحق بها في النازلين وأهلها
فظللت من لم يدرك الليل ظله … وأغدقت من لم تلحق المزن طلبها
وعوضتنا من راحة الموت راحة … سكنا بها برد الحياة و
وأعمرت منا في ذراك منازلا … تفقدت مثواها وأرغدت نزلها
ولم تبد من نعماك إلا ببعضها … ولكنه عم الرغائب كلها
فرحنا شروبا قد تأنق روضها … وأنهلها كأس السرور
ندامى ولكن من عطاياك راحها … وقد جعلت من طيب ذكرك عنها
وخفت على يمناك منا مطالب … تشكى إلينا البر والبحر
وما توجت هذي الرياسة سيدا … أكاليلها حتى تحمل كلها
هي البكر مجلاها حرام محرم … فيا من بمهر المكرمات
فتاة دعت من للحروب وللندى … فما وجدت إلا ابن يحيى
من الحترق الدنيا لأول دعوة … إلى دعوة الإسلام فافتك غلهاب
وشرد احزاب العدى عن حريمها … وأدرك من مستأسد الكفر ذحلها
ودوح في جو السماء غصونها … وأثبت في بحبوحة العز أصلها
ومد هوادي الخيل في طلب العدى … فأوطأها حزن البلاد وسهلها
وكم قد فدى أدنى النفوس من القنا … بنفس نفوس العالمين فدى لها
فلو كان للشمس المنيرة دولة … بأخرى لقيل اصعد فحل محلها
ولو لحقت مجرى الكواكب خلة … لقيل له سست العلا فتولها
وقيل زدها في هباتك واستزد … بها الحمد من هذا الورى لاستقلها
ولو كان يرضاها نظاما لزينة … لقيل تتوج زهرها وتحلها
وأغن به عنها وفي منطقي له … قلائد لا يرضى الكواكب بدلها
جواهر لم يذخر لها الدهر مثله … مليكا ولا أهدى له البحر مثلها
خلد فيها من نداه وبأسه … خلائق تستملي الخلائق فضلها
لها حسن الأحاديث بعدها … بإحيائها أيام من كان قبلها
وأملي على الأيام آثار منعم … علي بعين المكرمات أملها
الله لي منها وسائل نسبة … فألف في الأحقاب قولي وفعلها
وعلياها ومدحي وفخرها … وشكري ونعماها وحمدي وبذلها
عيد أعياد توافت فأشرقت … على الدين والدنيا وكنت أجلها
تخبر عن جمع المنى فتهنها … وعن عود أعياد بها فتملها
وبرك للأضياف قرب بعدها … وبشرك بالزوار ألف شملها