أحسنَ ما كان الدقيقُ مَوقعا – ابن الرومي
أحسنَ ما كان الدقيقُ مَوقعا … من رجلٍ أفلس حتى أدْقعا
إذا أتى يسعى حثيثاً مسرعا … من بعد ما مسَّ الغلاء الأشْنعا
ولحِق السَّبعينَ أو ترفَّعا … عن ذاك لا يرحم من تضرَّعا
ومدّ ذو العَيْلة فيه الإصْبعا … يشكو إلى اللِّه ويَمري المدمعا
وأصبح القومُ البِطانُ جَوَّعا … وخَشي الجائعُ أن لا يشبعا
يا من تناهى منظراً ومسمعا … جمال وجهٍ وثناءً أروعا
أفزعني الدهر فكن لي مفزعا … فكم تسمَّحت وكم تمنَّعا
وكم تحسنت وكم تشنَّعا … ولم يزل فضلك فيه مرتعا
للمقحطين الممحلين مَمْرعا … وكُبْرُ ظنِّي أن تقول مُسْمعا
لبيكَ لبيكَ لعاً ودَعْدَعا … بُدِّلَتَ من بؤسك عيشاً خَرْوعا