وقينة ٍ أبردَ من ثلجه – ابن الرومي

وقينة ٍ أبردَ من ثلجه … تظلُّ منها النفسُ في ضجَّهْ

ما أكذبَ المطِنب في وصفها … لا صَدَّق اللَّه له لهجَهْ

فظيعة فالحلقُ في سَكْتة ٍ … وبطنها القَرْقار في رَجَّهْ

خالصة ُ النَّتْن ولكنها … في ريقها من سَلْحها مجَّهْ

كأنها في نَتْنها ثُومة ٌ … لكنها في اللون اَتْرُجَّهْ

تبدو بوجهٍ قحِلٍ يابس … قد نُزعَتْ من صحْنِهِ البهجهْ

ذات فم أخْطأَ من كلبة … ومَضْرَطٍ أوقعَ من قَبْجَهْ

تفاوتت خِلْقَتُها فاغتدتْ … لكلِّ من عطَّلَ مُحْتَجهْ

لا تلكُم الأوصالُ مهتزة ٌ … كلا ولا الأردافُ مرتجَّهْ

ما جُنّ من عشقٍ فؤادٌ بها … كلا ولا ذابت بها مهجهْ

رسمٌ مُحيلٌ بانَ سكانُه … فما على أمثاله عَرْجَهْ

قد كَتبتْ في بدنٍ ناحلٍ … أسماءَ من لاعَبَها …

كأنها والوشمُ في جلدها … زِرْنيخة شِيبت بنِيلَنْجه

ما لامرىء ٍ أظهر وَجْداً بها … عذرٌ لدى الناس ولا حجه

تروح للفسقِ فإن عُوتبت … أعتبتْ لللائم بالدَّلْجه

خَرَّاجَة ٌ للفسق دَخّالة … تُعجبها الدَّخْلة ُ والخرجَهْ