أتعلمين يابنة الأعاجمِ – مهيار الديلمي
أتعلمين يابنة الأعاجمِ … كم لأخيكِ في الهوى من لائمِ
يهبُّ يلحاه بوجهٍ طلقٍ … ينطقُ عن قلبِ حسودٍ راغمِ
وهو مع المجد على سبيله … ماض مضاءَ المشرفيّ الصارم
ممتثلا ما سنَّه آباؤهُ … إن الشبولَ شبهُ الضراغمِ
من أيكة ٍ مذ غرستها فارسٌ … ما لان غمزا فرعها لعاجمِ
لمن على الأرض وكانت غيضة ً … أبنية ٌ لا تبتغى لهادمِ
من فرسَ الباطلَ بالحقِّ ومنْ … أرغم للمظلومِ أنفَ الظالم
إلاّ بنو ساسانَ أو جدودهم … طرْ بخوافيهم وبالقوادمِ
أيُّهمُ أبكى دما فكلُّهم … يجلُّ عن دموعي السواجمِ
كم جذبتْ ذكراهمُمن جلدي … جذب الفريق من فؤاد الهائمِ
لا غروَ والدنيا بهم طابت إذا … لم تحلُ يوما بعدهم لطاعمِ
ما اختصمتني فيهمُ قبيلة ٌ … إلا وكنتُ غصّة َ المخاصمِ
ولا نشرتُ في يدي فضلهمُ … إلا نثرتُ ملءَ عقدِ الناظمِ
إن يجحد الناسُ علاهم فبما … أنكرَ روضٌ نعمَ الغمائمِ
أو قُلِّدَ الصارمُ غيرَ ربّه … فليس غيرُ كفّه للقائمِ
أحقُّ بالأرض إذا أنصفتمُ … عامرها بشرفِ العزائمِ
يا ناحلي مجدهمُ أنفسهم … هبُّوا فللأضغاثِ عينُ الحالمُ
شتان رأسٌ يفخرُ التاجُ به … وأرؤسٌ تفخرُ بالعمائمِ
كم قصّرت سيوفهم عن جارهم … خطى الزمانِ قائما بقائمِ
ودفعتْ حماتهم عن نوبٍ … عظائمٍ تكشفُ بالعظائمِ
وخوَّلوا من نعمة ٍ واغتنموا … جلَّ السماح عن يمين غارمِ
مناقبٌ تفتقُ ما رقَّعتمُ … من بأس عمرو وسماححاتمِ
ما برحتْ مظلمة ً ديناكمُ … حتى أضاء كوكبٌ في هاشمِ
بنتم به وكنتمُ من قبله … سرّاً يموت في ضلوع كاتمِ
حللتمُ بهديه ويمنهِ … بعدَ الوهاد في ذرى العواصمِ
وعاد هل من مالكٍ مسامحٍ … تدعون هل من مالكٍ مقاومِ
تخفقُ راياتكمُ منصورة ً … إذا ادرعتمْ باسمهِ في جاحمِ
عمِّرَ منكم في أذى تفضحكم بين قتيلٍ منكُمُ محاربٍ يكفُرُ أو منافقٍ مسالِم … أخباره في سيرَ الملاحمِسقط بيت ص
ثم قضى ٍ مسلَّما من ريبة ٍ … فلم يكن من غدركم بسالمِ
نقضتمُ عهوده في أهله … وحلمُ عن سننِ المراسمِ
وقد شهدتم مقتلَ ابن عمِّه … خير مصلٍّ بعده وصائمِ
وما استحلَّ باغيا إمامكمُ … يزيدُ بالطَّفِّ من ابن فاطمِ
وها إلى اليوم الظبا خاضبة ٌ … من دمه مناسرَ القشاعمِ
والفرسُ لما علقوا بدينه … لم تنل العروة َ كفُّ فاصمِ
فمن إذاً أجدرُ أن يملكها … موقوفة ً على النعيم الدائمِ
لا بدّ يوما أن تقالَ عثرة ٌ … من سابقٍ أو هفوة ٌ من حازمِ
لو هبّت الريحُ نسيما أبدا … لم يُتعوَّذ من أذى السمائمِ
أو أمِنتْ حسناء طول عمرها … عيناً لما احتاجتْ إلى التمائمِ
خذ يا حسودي بين جنبيك جوى ً … يرمي إلى قلبك بالضرائمِ
واقنع فقد فتُّك غيرَ خاملٍ … بالصَّغرِ أن تقرع سنَّ نادمِ
لا زلت منحوسَ الجزاء قلقاً … بوادعٍ وسهراً لنائمِ