أبا حسَنٍ أنْتَ أهْلُ الجَمِيلِ – ابن الخياط
أبا حسَنٍ أنْتَ أهْلُ الجَمِيلِ … فهلْ لكَ هلْ لكَ في مكرُمَهْ
يُفِيدُ بِها الحَمْدَ مَنْ نَفْسُهُ … مُتيمَة ٌ بالعُلى مُغرمهْ
وما زِلتَ ترفُلُ في بردِهِ … وتلبَسُ أثوابَهُ المعلَمهْ
ثناءٌ يعزُّ الورى جحدُهُ … كَما عزَّكَ المِسْكُ أنْ تَكْتُمَهْ
وَمَنْ كانَ يَبْغِي لَدَيْكَ النَّوالَ … فلسْتُ بباغٍ سوى مقلَمَهْ
تُرى وهيَ مسمَنة ٌ ظاهِراً … ولكنها باطِناً مُسْقَمَهْ
كأنَّ حشاها فُؤادُ الخَلِـ … ـيِّ لمْ يصْلَ نارَ الهوى المُضرمهْ
إذا أهْدِيَتْ وهْيَ صِفْرٌ رأيْـ … ـتَ صورَة َ مُتأقَة ٍ مُفعمهْ
وإنْ جُدْتَ فِيها بِأقْلامِها … جَمَعْتَ الذَّوابِلَ فِي مَلْحَمَهْ
فَكَمْ ثَمَّ مِنْ زاعِبِيٍّ تَخالُ … مكانَ المدادِ بهِ لهْذَمَهْ
إذا ما طعنتَ بهِ مطلَبَاً … سفكْتَ بغيرِ جُناحٍ دَمَهْ
كَمِثْلِ الكِنانَة ِ يَوْمَ النِّضا … لِ أوْدَعَها نابِلٌ أسْهُمَهْ
مضمنة ٌ آلة ً للسُّمُـ … ـوِّ تُثْرِي بِها الِهمَّة ُ المُعْدِمَهْ
إذا فُتحتْ أبرزَتْ أنصُلاً … كما فغرَ الليثُ يوماً فمهْ
لَكَ الفَضْلُ فِي صُنْعِهَا إنَّها … بلطفِكَ ملمومَة ٌ مُحْكَمَهْ
يَنُمُّ بهِ ماكَسَتْها يَدا … كَ منْ معجِزِ الوشْيِ والنمنمهْ
كأنَّ عليها لأخلاقِكَ الـ … ـحِسانِ منَ الظرفِ أبهى سِمَهْ
سَرى بِكَ عِلْمُكَ مَسْرَى البُدُورِ … فَقَصَّرَ مَنْ قالَ ما أعْلَمَهْ
وأكَّدَ عقدَكَ أنَّ الجَمِيـ … ـلَ ليسَ لبانهِ أنْ يهدِمَهْ
ووفدِ ثناءٍ بعثنا إليـ … إلَيْكَ يَشْتاقُ أهْلُ النُّهى مَقْدَمَهْ
جمعتُ صفاتِكَ في سلكِهِ … لمنْ وجدَ الدرَّ أنْ ينظِمَهْ