ألا هكذا فليُحْرِزِ الحمدَ والأجْرا – ابن الخياط
ألا هكذا فليُحْرِزِ الحمدَ والأجْرا … ويَحْوِ جَمِيلَ الذِّكْرِ مَنْ طلَبَ الذِّكْرا
لقدْ كَرَّمَ اللهُ ابْنَ دهْرٍ تسُودُهُ … وشرَّفَ يا تاجَ المُلوكِ بِكَ الدَّهْرا
ومنَّ على هذا الزمانِ وأهلِهِ … بأرْوَعَ لا يعصِي الزمانُ لهُ أمرا
حُسامِ أميرِ المُؤمِنينَ ومَنْ تكُنْ … حُساماً لهُ فليقْتُلِ الخوفَ والفَقْرا
هَزَزْناكَ لدْناً وانتضيْناكَ صارِماً … فطُلْتَ القَنا صُمّاً وغُلْتَ الظُّبى بُتْرا
حُساماً ترى في صفحهِ الصَّفْحَ والنَّدى … وفِي حدِّهِ الجَدَّ المُظفَّرَ والنَّصْرا
وفي قُرْبهِ الزُّلْفى وفي نيلِهِ العُلى … وَفِي حِكْمهِ البُقيا وفي ظِلِّهِ اليُسرا
فتًى لا يَرى إلاّ المَحامِدَ مَغْنماً … ولا يَقْتَنِي إلاّ الثَّناءَ لهُ ذُخرا
ومُقْرَبة ً جُرداً وزُغفاً سَوابِغاً … وهِنْدِيَّة ً بِيضاً وخَطِّيَّة ً سُمْرا
إذا صالَ بأساً قطَّعَ البِيضَ والقَنا … وإنْ فاضَ جُوداً بَخَّلَ الديمَ الغُزْرا
لعمْرِي لئِنْ أعدَتْ أناملكَ الحَيا … سَماحاً لقدْ أعْدَتْ شَمائِلُكَ الخَمْرا
وكائِنْ منحتَ الراحَ من خُلْقِكَ الصفا … وأكسَبْتَها مِنْ نَشْرِك الطَّيِّب النَّشرا
وأودعْتَها منْ حدِّ بأسِكَ سورَة ً … وعلَّمْتَها منْ أريحيَّتِكَ السُّكْرا
كأنَّ الثُّرَيّا تلْثِمُ البدْرِ كُلَّما … تمطَّقْتَها في الكأْسِ عانِسَة ً بكْرا
أبا الأنجمِ الزُّهْرِ الأولى لو تحلَّتِ السـ … ـماءُ بِهِمْ لَمْ تَحْفِلِ الأنْجُمَ الزُّهْرا
إذا واحِدٌ مِنْهُم جَلَتْهُ مَخِيلَة ٌ … تبينْتَ في أعطافِهِ العسْكَرَ المَجْرا
وكمْ ليثٍ غابٍ كانَ شبلاً مُرَيَّناً … وعادِيِّ نبعِ قدٍ غدا غُصناً نضْرا
رَجَوْتُكَ بَحْراً يُخْجِلُ البَحرَ نائِلاً … وزُرْتُكَ بدراً جلَّ أن يُشْبِهَ البدْرا
وقد خطَبَ الأملاكُ مدْحِي فصُنْتُهُ … لأكْرَمِهِمْ نَجْراً وأشرَفِهمْ قدْراً
وما كانَ لِي أنْ لا أزُفَّ عَرائِسي … إلَيْكَ وقدْ أغْلَيْتَها دُوَنَهُمْ مَهْرا
جعلْتُ لها منْ مدحكَ الفاخِرِ الحُلى … وَمِنْ جُودِكَ النُّعْمى ومِنْ ظِلِّكَ الخِدْرا
وإنْ طالَ عُمْرٌ لَمْ تُقَصِّرْ غَرائِبٌ … يَعُزُّ الليالِي أنْ تُطاوِلَها عُمْرا
بدائِعُ إنْ بغدادُ هامَتْ بِحُبِّها … فقدْ تيَّمَتْ منْ قبلِها وشَجَتْ مصْرا
وواللهِ لا أغببْتُ شُكراً وسمتُهُ … بِمَدْحِكَ ذا ما استَوْجَبَ المُحْسِنُ الشُّكْرا
ليلبَسَ جيدُ المجدِ منْ حلْيِ منطِقِي … قلائدَ دُرٍّ تزدَرِي عندَهُ الدُّرّا
إذا قُلْتُ فِي تاجِ المُلوكِ قَصِيدَة ً … مِنَ الشِّعْرِ قالوا قدْ مَدَحْتَ بهِ الشِّعْرا