أأحبَابَنَا، ما مصُر بعدَكُمُ مِصرُ – أسامة بن منقذ

أأحبَابَنَا، ما مصُر بعدَكُمُ مِصرُ … ولكنَّها قَفْرُ، إليكُم بها فَقْرٌ

وإن تخل يوماً بقعة من شخوصكم … فلم يَخلُ يوما من مودَّتِكْم صَدْرُ

وإن تنئكم عنا المهامه والسرى … تقربكم منا المودة والذكر

رحلتُم، فعادَ الدّهرُ ليلاً بأسرِه … وليسَ له إلا بأوبِتكم فجْرُ

ترى فاض ما ألقى نم الهم والأسى … لبْعدكُم، فاسودَّ من صبِغه الدَّهرُ

وكيف ألوم الليل إن طال بعدكم … وقد غاب عني منكم الشمس والبدر

تذكره أحبابه الأنجم الزهر … فيَا ويحَه ماذَا بِه صنعَ الذِّكُر

هم مثلها بعداً ونوراً ورفعة ً … ولكن لهَا، إذْ شُبِّهت بهم، الفَخْرُ

وقد كنتُ أشكُو هجرَهُم في دُنوِّهم … فمن لي لو دام التداني والهجر

سقى مصر جود الصالح الملك إنه … هُو الوابلُ المُحِي البريَّة ِ لا القَطرُ

ففيها كرامُ أسْعَرُوا بِجَوانِحى … ببعدهُمُ جمراً، به يُحرَق الجَمرُ

ومن عادتي الصبر الجميل وليس لي … عَلَى بُعدِهِم، لادرُّ النَّوى ، صَبرُ

إذا ما أمين الدين عن ادكاره … ذهلت كأني خامرت لبي الخمر

يذكِّرُنِيه الفاضلُون، وإن غَدَوْا … جَداوِلَ إن قِيسُوا به، وهو البحرُ

إذا حضر النادي فرضوى رجاحة ً … وإن قَال فالدُّرُّ المنظَّمُ والسِّحرُ

ويعجبني منه تدفق علمه … وأعجب منه كيف يجمعه صدر

تناءت بنا الداران والود مصقب … فللقُربِ شطرُ، والبِعادُ لهُ شطرُ

كأن الليالي إذ قضت بفراقنا … قضى جورها أن ليس تجمعنا مصر

أَحُلُّ بها إن غابَ عنها، وإن أَغِب … يحلُّ بها، فاعجبْ لما صنعَ الدّهرُ

فليت تلاقينا ولو بعض ساعة … يْحَمُّ وشِيكا، قبل أن ينفَذَ العمرُ

لأحظى برؤياه وأشكر منه … وإن لم يقم عني بواجبه الشكر

كلمات: مطيع العوني

ألحان: عبدالله الرويشد

2000