يسمو إلى المجد أقوام فتَلْهزُهم – ابن الرومي
يسمو إلى المجد أقوام فتَلْهزُهم … أركانُهوابنُ يحيى غير ملهوزِ
فتى يرى ماله كالداء يحسمهُ … ولا يراه كعضوٍ منه محروز
يهتز للمجد من تلقاء شيمته … والحرُّ يهتز عفواً غيرَ مهزوز
معذَّل لا يفيق الدهرَ عاذلهُ … وليس في قَرَن غاو بملزوز
خلَّى إليه سبيل العذل نائلُهُ … والذمُّ عنه قصِيٌّ جِد محجوز
يلقى العُفاة َ بترحيب إذا انصرفوا … عن غيره بين مدفوع وموكوز
لا مقبِلٌ منهمُ يشكو تجهمَهُ … ولا مولٍّ إذا ولى بملموز
يُعدي على ماله والعزُّ حاضرهُ … فيُستباح عزيزاً غير معزوز
وما يصانع عن عود به خَوَرٌ … هيهات ذلك عود غير مغموز
بل فيه خِيم على الخيرات يحفِزهُ … ناهيك من حافز في خير محفوزِ
حوى من المجد كنزاً لم يكن أحد … يحويه إلاّ بمالٍ غير مكنوز
لو كان جزُّ النواصي دهرَ أَنعُمه … في الناس لم تلق منها غير مجزوزِ
ماذا ترى في اصطناعي يا أبا حسنٍ … فكم سبقتَ بمثلي غير منحوز
إن تولني يا ابن يحيى منك عارفة ً … لا تَقْرِها في سقاء غير مخروز
وليس سيفي بمغمودٍ إذا التمستْ … يداك نصريولا رمحي بمركوز
بل حاضر النصر من ذي مضرب خَذِمٍ … وذي سنانٍ طرير الحد مجلوز
أَقريهما كلَّ من عاداك لا حَرَجاً … من قتلهم بين مضروبٍ وموخوز
بل مُوتغاً فيك دِيني أو تبشرَني … بُشْرى سَمِّيك كانت لابن جُرموز
إذ لا أعدُّهم مما أحرِّمهُ … بل كالأَضاحيِّ من ضأنٍ وأُمعوز
هوى ً أبادي به لا مُضمِراً لهوى … موكَى عليه حذار الناسمَرموز
خذها أبا حسن لا زلت مبتكراً … باكورة ً مثلِهافي ألف نيروزِ
حتى تنال بك الأيامُ كل مدى ً … مقصَّرٍ عن تعاطيه ومعجوزِ
في ظل عيشٍ مقيم لا زوال لهُ … وفي رداء شباب غير مبزوزِ
ألحمتُ ما كنت تسدي من سدى وندى … فاشربْ على حسنه بالجام والكوزِ
من قهوة شِرّة ُ الشبان شرتُها … وعهدها عهد سابور وفيروز
لم تحْلُ جداً ولم تحمض مَذاقتُها … بل ذات طعم من الطَّعمين ممزوز