يا لثار البقيع – حسن عميص

دَعوتُم .. فلم تُجابوا
أمَرتُم .. فلم تُطاعوا
نصحتُم …فلم يُراعوا
ودينَ النبي أضاعوا

صبرتُمُ في اللهِ حُسبانا
رِضاً بما يَشا وتَسليما
حتّى لم نلقَ فيكُمُ إلّا
من كانَ مقتولاً ومسموما

أَحَلّوا قتلَكُم زَماناً
والظُّلمُ طالَ كلَّ شيعي
واليومَ نفسُهُم أجازوا
أن نُحرَمَ أرضَ البقيعِ

يا لثارِ البقيعِ
_

جَناحُ .. النوى حمامُ
يَحومُ .. ولا مَقامُ
سوى تُربةٍ غريبه
على أهلِها السلامُ

كلُّ المكانِ يُوحي بالغُربه
لا بابَ حتّى ارتمي قُربَه
او ادنو كي اقبِّلَ العَتبه
وهل حِجارُها غدَت قِبّه

عرِّج يا ايها الموالي
يا سائلاً عن الرِّمالِ
هذا مقامُ خيرِ آلِ
من زائريهِ باتَ خالي

يا لثارِ البقيعِ
_

سماءٌ .. فُراتُ دَمعِ
ووادٍ .. بدونِ زرعِ
هنا الكونُ باتَ يَنعي
لكَبدٍ .. بهِ وضِلعِ

ولو تَزورُ تُربَةَ القبرِ
تسيرُ حائرًا فلا تدري
تنوحُ هل لأربعٍ فيها
ام للذبيحِ أم على البدرِ

صوتٌ حنونٌ في المساءِ
تبكي له عينُ السماءِ
أمُّ البنينِ هل تبوحُ
لفاطمٍ عن كربلاءِ

يا لثارِ البقيعِ
____

ولاكُم .. هو الهويّه
ولا نرهَبُ المنيّه
ولو هدَّموا القبورَ
ستُبنى بِنا قضيّه

كما يعيشُ همُّها فينا
إن ندَّعي أنّا مُوالونا
نعيشُ همَّ طفلةٍ ماتت
تحتَ الركامِ في فلسطينَ

وعندَ هذه الحدودِ
بينَ الجريحِ والشهيدِ
الموتُ لاسرائيلَ نتلو
ونلعَنُ بني سَعودِ

يا لثارِ البقيعِ

كلمات: بنت الهدى الصغرى